ضمور المخ هو اصطلاح شامل يُطلق على أي خلل يصيب خلايا المخ، ويتسبّب بتلفها، أو تقلّصها، وتوقّف نموّها، مما يؤدّي إلى خلل في وظائف المخ، وعدم قدرته على أداء وظائفه بشكلٍ طبيعيّ، ويُعتبر ضمور المخ من الحالات التي تنتشر بشكل كبير بين الأجنّة، وبين الأطفال حديثي الولادة، بحيث يصيبهم أثناء الحمل نتيجة خلل ما، أو أثناء الولادة، أو بعدها، أما بالنسبة لضمور المخ عند كبار السن، فيتعلّق بالشكل الأكبر بإصابتهم بأمراض عضوية عديدة، مثل الزهايمر، أو إصابتهم بالسكتات الدماغيّة، والجلطات، والسكتات القلبيّة التي تسبّب انقطاع الدم والأكسجين عن المخ، وغيرها من الأمراض التي تتسبب بتلف خلايا المخ، وإصابتها بعطل في وظائفها.
أسباب ضمور المخ عند الأطفال
إصابة الأم الحامل بالطفل بأمراض عضوية عديدة، مثل مرض الدرن، والعدوات الفيروسيّة الخطيرة، مثل مرض الحصبة الألمانيّة، والإنفلونزا الحادة، والهربز، وجدري الماء، وشلل الأطفال. وجود مرض وراثي لدى أحد الأبوين أو كليهما، بحيث ينتقل للجنين ويتسبب بتلف في خلايا المخ وضمورها. تعسر الولادة لدى الأم، ونقص الأكسجين الواصل للطفل أثناء عملية الولادة، وإصابة الأم بنزيف حاد قبل وأثناء عملية الولادة. إصابة الطفل بنزيف في المخ أثناء عمليّة الولادة. إصابة الجهاز العصبي لدى الطفل بالتهابات. إصابة الطفل بالتهاب أنسجة وأغشية المخ السحايا. تعرّض الرأس للكدمات والإصابات المباشرة. نقص الأكسجين الواصل للمخ نتيجة سبب ما. إصابة الطفل بالتشنّجات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. نقص معدل السكر بالدم. تعرّض الطفل للملوّثات والسموم مثل الرصاص. إصابة الطفل بأمراض عديدة، مثل مرض تاي ساك، ومرض شيلدر، والصرع، ومرض الجلاكتوزيميا، ومرض الفينيل كيتون يوريا، ومرض قصور الغدة الدرقيّة الوراثي.
أعراض ضمور المخّ
تبدأ أعراض الإصابة بضمور الدماغ بالظهور في الشهور الثلاثة الأولى من عمر الطفل حيث يلاحظ الأهل أنّ الطفل لا يبتسم أو لا ينتبه لمن حوله وقد يكون الطفل لا يعرف أمه ومن ثم تبدأ المشاكل الأخرى بالظهور منها عدم القدرة على المشي أو الوقوف وعدم القدرة على الكلام والاستيعاب، ومن الأفضل البدء بعلاج الطفل مباشرة بعد ظهور أي من هذه الأعراض وكلما كان العلاج في مرحلة مبكرة كلما كان شفاء الطفل أسهل لأنّ الدماغ يكون في المراحل الأولى من النمو وحتى لا يتطور الضمور فيما بعد ويصاب الطفل بالتخلف العقليّ، وغالباً ما يكون هذا التخلف بسيط ويمكن علاجه وأهمّ ما يمكن عمله مع الأطفال المصابين بضمور المخّ هو المتابعة خاصّة من قبل الأم فالطبيب ومراكز العلاج وحدها غير كافية لعلاجه بل على الأم متابعته باستمرار حتى يصبح طفلاً طبيعيّاً مثله مثل باقي الأطفال.
علاج ضمور المخ عند الأطفال
من المعروف أنّ خلايا المخ التي تتعرض للضمور والتلف لا يمكن تعويضها أبداً، ولا استعادتها، لكن بالإمكان تخفيف حدة أعراض ضمور المخ، وعمل الإجراءات العلاجية الطبيعية والفيزيائيّة للتخفيف من حدتها، وذلك من خلال إخضاع الطفل لبرنامج تأهيليّ وعلاجي، على يد طبيب أعصاب مختصّ بهذه الحالات، لتنمية خلايا المخ السليمة وتطويرها، وتختلف إجراءات العلاج باختلاف حدة الحالة، كما يتم أيضاً إخضاع الطفل لبرامج تعليميّة وتدريبيّة لتنمية مهاراته الاجتماعيّة والتعليميّة، ومساعدته على النضج والسيطرة وإدارة المواقف. من الممكن وصف بعض العقاقير والأدوية من قبل الطبيب المختصّ، للتسريع من عمليّة إعادة التأهيل والعلاج، بحيث يتم التحكم في التشنجات والأعراض، والتخفيف من حدتها، أو التخلص منها بشكلٍ نهائي.
تعليقات
إرسال تعليق