بعد مرحلة حمل دامت تسعة أشهر، وبعد معاناة المخاض المؤلمة، يخرج الطفل للحياة ليبدأ مع اللحظات الأولى من ولادته الحصول على العناية الكاملة من الأبوين وخصوصاً من الأم. إنّ حليب الأم هو الغذاء الأول الذي يتلقّاه الطفل فهو خير غذاء له وذلك للأسباب التالية: يحتوي على المواد الغذائية الأساسية والرئيسية التي يحتاجها الطفل في الأشهر الأولى من نموه. سريع الهضم لا يسببّ مشاكل معويّة إذا ما قورن بغيره من أنواع الحليب. يحتوي على أجسام مناعية تقي الطفل من الإصابة ببعض الأمراض خصوصاً في الفترة الأولى من ولادته. أكثر سلامة للطفل كما أنّه لا يحتاج لتحضير وتعقيم ويتميز بدرجة حرارة ثابتة مناسبة للطفل. وجود كمية كافية من الماء بحليب الأم وهذا يحمي الطفل من الجفاف والعطش. بعد مضيّ الأربعة أشهر الأولى من عمر الطفل يصبح حليب الأم وحده غير كافياً لتلبية حاجات جسم الطفل من العناصر الغذائية، لذا تبدأ حينها إدخال الأطعمة في تغذية الطفل لكي يحصل على كافة ما يحتاج جسمه من العناصر الغذائية، وهذه المرحلة تدعى بمرحلة الفطام الجزئي وذلك بسبب إدخال وجبات غذائية تحلّ مكان وجبات الرضاعة الطبيعية ممّا لمساعدتا على جعل الطفل يستسيغ الطعام ويتقبله ويبدأ شيئاً فشيئاً بالتخلي عن الرضاعة. إنّ أمر تعلّق الطفل بثدي أمه أمراً طبيعياً ولكن بعد بلوغ الطفل عمر السنتين لا بدّ من فطامه فهو الآن لا يستفيد من حليب أمه ولا يقدّم له أي فائدة غذائية، بينما الاستمرار في الرضاعة لما بعد السنتين يحرم الطفل من الوجبات التي يجب أن يتناولها بدل الرضاعة وبالتالي حرمانه من العناصر الغذائية الضرورية له، بعد عمر السنتين تبدأ الأم بمرحلة الفطام وهي مرحلة تخلي الطفل عن حليب الأم والاعتماد بشكل كلي على أخذ حاجاته الغذائية من الطعام.
الفطام
من المراحل المقلقة التي يمرّ بها الطفل والأم على حد سواء، وفي هذه المرحلة يكون الطفل قد وصل للعمر المناسب الذي يجب فطمه فيه، والذي يَنصح الأطباء أنّ يكون عمر الطفل من سنة إلى سنتين، والابتعاد عن فطم الطفل قبل إكمال عامه الأول لأنّ حليب الأم له فوائد كبيرة على صحة الطفل فهو يقوي مناعته. الفطام هو منع الطفل من تناول الحليب من ثدي أمه والذي اعتاد الطفل عليه منذ أن بدأت حياته في هذه الدنيا، فلذلك عند البدء بالفطام سيشعر الطفل بالحزن لأنّه اعتاد على ذلك، وأيضاً بالرضاعة كان الطفل قريباً بشكل دائم من أمه؛ فهذا يعطيه الشعور بالأمان وعدم الخوف، فعند البدء بالفطام يبدأ الطفل بالصراخ والبكاء وأحياناً قد تزيد حرارته، لذلك يجب التدريج في ذلك، فهو من أهم الوسائل التي تجعل الطفل أكثر تحمّلاً لموضوع الفطام، وسنعرض في مقالنا هذا بعضاً من طرق الفطام.
طرق فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية
تعويد الطفل على شرب كميات أكبر من الحليب الصناعي، وإعطاؤه القنينة بين كل فترة وأخرى، والتركيز على إعطائه القنينة في الأوقات التي كان يرضع بها، فيجب أن يتعود أنّ الرضاعة الطبيعية أصبحت بأوقات أقل. تقليل الوقت المخصص للرضاعة الطبيعية فإذا كانت عشرين دقيقة، اجعليها عشر دقائق حتى لو لم يشبع الطفل، وعوضي جوع الطفل بالمأكولات أو الحليب الصناعي. إحضار المزيد من الألعاب والهدايا لتشتيت انتباهه عن الرضاعة وجعل تركيزه في الألعاب الجديدة، ويجب إعطاء الألعاب للطفل على فترات فكلما أراد أن يرضع أعطيه لعبة جديدة. التنويع في وجبات الطفل والتفنن في شكل طبق الطفل كترتيب الطعام بشكل كرتوني أو برسمه بسيطة، فهذا يجعل الطفل أكثر رغبة بتناول الطعام وذلك يجعله بطلب الطعام بنفسه، وبذلك ينسى الطفل الرضاعة الطبيعية لبعض الوقت. الخروج بالطفل إلى أماكن الألعاب الترفيهية، والى أماكن تواجد الأطفال بكثرة وترك الطفل يلعب ويلهو إما بالألعاب أو مع الأطفال، فذلك سيشتت انتباه الطفل وينسى الرضاعة، ويفضل الخروج بالأوقات التي كان يرضع بها باستمرار. استخدام بعض الطرق الطبيعية لتكريه الطفل بالرضاعة الطبيعية، كوضع بعض قطرات الليمون على حلمة الثدي، وعندما يبدأ بالرضاعة سيزعجه الأمر ويبعد عنه، ويمكن أن لا يعود عليه نهائياً، ولكن هذه الطريقة تُستخدم مرة واحدة وان لم تفلح فلا تكرريها. لا تنسي أنّ أهم أمر في الفطام هو أن تعودي نفسك على الصبر، فالأمر لبعض الأطفال يحتاج إلى عناء وجهد.
من الثدى إلى الببرونة
للعديد من الأسباب قد تحتاج أو ترغب الأم التى ترضع طفلها رضاعة طبيعية فى إعطاء طفلها الببرونة من وقت لآخر فى الشهور الأولى، هذه الرضعات التكميلية تمثل أول خطوة من خطوات الفطام عن الرضاعة. بينما ينصح الأطباء بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية طوال السنة الأولى على الأقل إلا أنه حتى لو استطعت أن تفعلى ذلك لعدة شهور فقط فأنت بذلك تكونين قد أعطيت لطفلك بداية جيدة. قد يرفض الطفل الببرونة سواء كان بها لبن الأم أو لبن صناعى. إذا قاوم طفلك فكرة الببرونة فيمكنك القيام بعدة محاولات. ينصح الأطباء بأن أفضل وسيلة لتجعلى طفلك يتقبل الببرونة هى أن يعطيها له شخص آخر غيرك. تجد بعض الأمهات أن إعطاء الطفل الببرونة عندما يكون جائعاً جداً هى أفضل وسيلة، وهناك بعض الأطفال الذين يكون لديهم الاستعداد لتجربة الببرونة بين الرضعات فقط.
إذا قررت التوقف نهائياً عن الرضاعة الطبيعية، يجب أن تنتظرى حتى يعتاد الطفل على استخدام الببرونة حتى لا يثار غضبه. الأسلوب المثالى للتوقف عن الرضاعة الطبيعية بالنسبة لك ولطفلك هو أن تفعلى ذلك بالتدريج وليس مرة واحدة. إذا كنت ستتوقفين عن الرضاعة الطبيعية فى فترة قصيرة، يجب أن تستشيرى طبيبك فقد تحتاجين لتناول دواء لتجفيف اللبن.
طريقة فطام الطفل عن الرضاعة الصناعيّة
هناك مشكلة تواجه معظم الأمهات وهي متّى وكيف تستطيع فطام الطفل عن الرضاعة الصناعية، ويوجد عدة طرق تساعدك في هذة المرحلة عليك اتّباعها لتتمكّني من الانتهاء من هذة المشكلة التي قد تسبب لكِ الإزعاج وهي: يُفضّل فطام الطفل عن الرضاعة بعد إتمامه عاماً كاملاً وتعويدة على تناول الأطعمة الخفيفة مثل اللبن مع الأرز المطحون وغيرها حيث إنه بعد عمر السنة يصبح مدركاً أكثر أنّ الرضاعة الصناعيّة استعمالها أسهل بالتالي يصعب عليكِ فطامه بسهولة. قومي باستبدال الزجاجة بكوب يشبه الرضاعة بحيث يكون له رأس علويّ مثقّب يتحكّم بمقدار كمية السائل المتدفّقة ومحكم الإغلاق حتّى لايسبب الاتّساخ لطفلك ويكون ذلك بشكل تدريجيّ. ضعي كمية قليلة في البداية من السائل في الكوب لتفادي حدوث أي طارئ. عوّدي طفلك على الإمساك جيداً بالكوب وكيفية استعماله وعليكي أن تكوني صبورة؛ لأنّها مرحلة صعبة نوعاً ما. حاولي أن تختاري لون جذاب للكوب يحبه الطفل مع إخفاء الرضاعة الصناعية حتى لا يتذكّرها. بعد تجاوز طفلك السنه يمكني إزالة الجزء العلوي من الكوب فيصبح شكل الكوب كالكأس بعدها تدريجياً يصبح قادراً على الاستغناء عن الرضاعة. حافظي على نظافة الكوب دائماً لتجنّب الإصابه بالأمراض. اشغليه بالأغاني والألعاب التي يحبّها في حال تذكّر الرضاعة ولا تغضبي أو تصرخي في وجهه. إذا كان طفلك عنيداً جداً ولم يتقبّل ترك استعمال الرضاعة يمكن وضع مادة ذات طعم لا يحبه الأطفال عليها مثل أن تدهني الحلمه بسنّ ثوم بعدها سينزعج الطفل من الرضاعة ويكره استعمالها مجدداً مع التأكد من عدم وجود تحسس لدى طفلك من المادة الطبيعيّة التي تودين استعمالها.
استخدام الكوب
من الخطوات الهامة لمسألة التوقف عن الرضاعة هى تعليم الطفل الشرب بالكوب و السن الأمثل لبدء الشرب بالكوب بالنسبة للكثير من الأطفال هو ٦ أشهر، لكن أغلب الأطفال لا يشربون كميات كبيرة من الكوب، فلا تعتمدى على الكوب كبديل عن الرضعة إلى أن يعتاد الطفل تماماً على الشرب منه. يمكن أن تبدئى بلبن الثدى أو اللبن الصناعى، العصير المخفف بالماء، أو الماء. بعض الأطفال يفضلون الأكواب التى لها "بوز" خاص للشرب وغطاء لكى تمنع انسكاب السائل منها، بينما قد يرفض أطفال آخرون استخدام هذه النوعية من الأكواب. أغلب الأطفال لا يتمكنون من استخدام هذه النوعية من الأكواب قبل سن ٩ أشهر، لكن عندما يتعلمون استخدامها يقلل ذلك من انسكاب اللبن والعصائر ويصبح المكان دائماً نظيفاً.
لكى تبدئى تعليم الطفل الشرب من الكوب، ضعى كمية قليلة من السائل فى الكوب ثم ارفعى الكوب إلى شفتيه ببطء لكى يتذوق ما به. شيئاً فشيئاً سيستطيع الطفل فهم فكرة الشرب من الكوب، أما بالنسبة للطفل المتلهف لمسك الكوب بنفسه، يمكنك إعطاؤه كوباً فارغاً فى الوقت الذى تسقينه بنفسك مشروباً من كوب آخر. سواء عاجلاً أم آجلاً ستضطرين لإعطائه الكوب لكى يأخذ الفرصة لمحاولة استخدامه بنفسه. بالنسبة للمحاولات المبكرة للشرب بالكوب، أفضل وضع هو أن تجلسى الطفل فى الكرسى المرتفع الخاص بالأكل لكى يقل احتمال انسكاب السائل ولكى يقل خطر الشرقان لأن الطفل سيكون جالساً فى وضع مستقيم.
كقاعدة عامة، لا يجب أن توقفى الطفل عن الرضاعة الطبيعية أو بالببرونة قبل أن يتمكن من استخدام الكوب بمهارة، وعادةً يكون ذلك فى عمر سنة إذا كان الطفل قد تدرب جيداً على استخدامه.
نصائح للفطام عن الرضاعة
قللى تدريجياً عدد مرات الرضاعة الأمهات اللاتى تقللن تدريجياً عدد مرات الرضاعة تستطعن بسهولة أكثر فطام أطفالهن عن الرضاعة الطبيعية أو الببرونة بعد ذلك. من الطرق الجيدة هى الوصول على مدار شهر أو شهرين إلى رضعة واحدة فى اليوم.
اشرحى لطفلك من الأفضل أن تنتظر الأم حتى يفهم الطفل ما يحدث ويمكنها حينئذ أن تشرح له أنه قد كبر وحان الوقت للإقلاع عن الرضاعة الطبيعية والببرونة.
كونى حاسمة إذا توقفت عن إعطائه الببرونة، فلا تتراجعى وتعطيها له مرة أخرى بعد فترة لأن ذلك سيوصل لطفلك رسالة خاطئة.
اجعلى روتين لوقت النوم إن رضعة ما قبل النوم ليلاً هى أصعب الرضعات التى يمكن أن نجعل الطفل يتوقف عنها. فحاولى عمل عادات لفترة نوم طفلك. كثير من الأطفال يهدؤون ويستسلمون للنوم بعد حمام دافئ، وحدوتة. إذا لم تفلح هذه الطرق مع طفلك، فقليل من المشى به فى عربته الخاصة أو هزه فى الفراش أو الكرسى الهزاز عادةً ما يجعل الطفل يستغرق فى النوم.
اقضى الكثير من الوقت القيم مع طفلك فى هذه الفترة الصعبة من حياته
فلا يجب أن يشعر أنه يفقدك أنت أيضاً مثلما يفقد الثدى والببرونة. بعض الأمهات يتركن أطفالهن لفترات طويلة مع قريبات تثقن بهن وذلك للتغلب على الفترة الصعبة الأولى، لكن الانفصال المفاجئ عن الأم يمكن أن يؤدى إلى ضغط نفسى كبير على الطفل إلا إذا كان الطفل معتاداً على ذلك الشخص. إن الضغط النفسى الذى يتعرض له الطفل بسبب التوقف عن الرضاعة يكفى ولا يحتمل الطفل ضغطاً نفسياً آخر ببعد أمه عنه.
لا تضعى مادة مرة على حلمة الثدى أو حلمة الببرونة. أن هناك بعض الأطفال الذين قد يستمرون فى الرضاعة رغم الطعم المر.
تعليقات
إرسال تعليق