القائمة الرئيسية

الصفحات


التدخين 

يعتبر التدخين مضرّاً ومدمراً للصحّة، لذلك يحاول الكثير من النّاس الإقلاع عنه ولكنّهم لا يستطيعون ذلك، أو من الممكن أن نقول بأنّهم حاولوا كثيراً، ولكنّهم بعد فترة من الزمن عادوا إليه، ويعود ذلك إلى المواد الموجودة في الدخّان مثل: مادة النيكوتين التي تجعل لدى الشخص إدماناً على الدخان. كما يعدّ التّدخين حالة يجب على الإنسان السّيطرة عليها، ولكن من المؤسف حقاً أنّ التأثير الإدماني على المدخّن عادةً ما يتغلّب على إدراكه اليقيني بالمضاعفات الخطيرة والقاتلة. نتيجةً لما سبق ذكره يصبح الدّخان ومادّة النيكوتين المتواجدة فيه مادّة علاجيّة لروح الشّخص المدخّن؛ فيصبح معتمداً بشكلٍ كليّ على النيكوتين لملء الفراغ النّاتج عن غياب الدّوافع الروحيّة، ويصل تأثير جرعة النيكوتين إلى المخ في خلال 7 ثوانٍ فقط من استنشاق الدّخان، ليبدأ المخ فوراً في إفراز العديد من المواد الّتي تؤدّي في النهاية مع استمرار التدخين إلى الإدمان. عندما يتوقّف المدخّن عن التدخين لفترة ما فإنّ مستوى هذه المواد في الدّم يبدأ في التغيّر، وبعد ذلك يبدأ الشّخص بالتوتّر، ويصبح لديه ضعفٌ بالسّيطرة على أعصابه، ويشعر بنقصٍ حاد فيحتاج إلى تعبئة هذا النّقص، ولذلك فإنّ التدخين يصبح حاجة للمدخّن، وليس كما يقول البعض لتغيير المزاج أو للتّرفيه عن النفس.

إن الأضرار الصحية للتدخين

 كثيرة جداً، ونذكر منها: التدخين يسبب أمراض القلب، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم. التدخين سبب في أمراض السرطان، وبخاصة سرطان الرئة. التدخين سبب في أمراض الجهاز التنفسي، كمرض الربو، والسعال المزمن. يسبب التدخين بعض المشاكل في المعدة، ومنها: القرحة، فنسبة الإصابة بالقرحة أكبر عند المدخنين. يؤثر التدخين على وظائف الدماغ. يؤثر التدخين على وظائف بعض الحواس، مثل: حاسة الذوق والبصر والشم. التدخين يسبب الشيخوخة المبكرة. يؤثر التدخين على القدرات الجنسية للرجال.

وكل هذه الأمراض والأضرار الصحية تسببها المواد التي يتكون منها الدخان، وقد أوصل بعض العلماء تلك المواد إلى خمسمئة مادة! وأكثرها مواد بترولية وسموم وغازات، ومن أشهر تلك المواد: النيكوتين، وهي مادة سامة جداً، ولهذا فهي تستخدم في تصنيع المبيدات الحشرية، ويكفي أن يشرب الإنسان منها بضعة قطرات حتى يموت من فوره. غار أول أكسيد الكربون. القطران، وهو خليط لزج مكون من العديد من المواد العضوية، ولونه في العادة بني داكن. البنزين. سيانيد الهيدروجين، وهو سم يستخدم في غرف الإعدام بالغاز! الكادميوم، وهو من العناصر الفلزية الانتقالية، وله استخدامات كثيرة، ومنها: تصنيع البطاريات!

مخاطر التدخين على صحة الإنسان 

حدوث مشاكل في عملية الانتصاب عند الذكور؛ وذلك نتيجة نقص في كمية الدم الواصل للقضيب. حدوث مشاكل واضطرابات في الحيوانات المنويّة. إصابة الشخص بالعقم سواء كان المدخن رجلاً أو امرأة. زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب ومنها: خلل في الشرايين التاجية، والسكتة القلبية، والذبحة الصدريّة. زيادة احتمالية حدوث الجلطات في الرئة والقدم، وارتفاع مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ارتفاع مستوى ضغط الدم في الجسم. خلل في قدرة الجروح والندبات على الشفاء والالتئام. زيادة مخاطر الإصابة بأمراض السرطان المختلفة ومنها: الكلى، والرئة، والبنكرياس، والمريء، والفم، وعنق الرحم، والحنجرة. حدوث التهاب في القصبة الهوائية. إصابة الإنسان بالقلق، والتوتر، والاكتئاب، والاحباط. التسبّب في حدوث التنكس البقعي داخل العين. التسبّب في العديد من المشاكل للثة والأسنان ومنها: التسوّس، والتهاب اللثة. ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة على الجلد والبشرة. تدهور في كل من حاسة الشمّ وحاسة التذوق.

 طرق الإقلاع عن التّدخين هناك طرق عديدة يستخدمها المدخن للإقلاع عن التدخين ومنها ما يلي:

  الانقطاع المباشر عن التدخين

 وهي الطّريقة المفضّلة من طرق الإقلاع عن التدخين، ويكون ذلك بالتوقّف نهائيّا عن التّدخين؛ حيث يتخلّص الجسم تماماً من النيكوتين خلال 48 ساعة، وتبدأ أعراض الانسحاب في الظّهور، لتبلغ ذروتها خلال الـ 72 ساعة الأولى من التوقّف، ثمّ تنتهي أعراض الانسحاب خلال أسبوعين، ويتبقّى عليك بعد ذلك المحافظة على الاستمرار في الإقلاع وإلى الأبد، مع التخلّص تدريجيّاً من الإدمان النّفسي على التدخين.

الاطّلاع على مضار الدخان 

فعندما يعلم المدخّن بمضار الدخان والأمراض النّاتجة عنه تبدأ لديه الرّغبة بالابتعاد عن الدخان؛ فكثير من الاشخاص يكرّرون نفس الجملة "أنا أدخن من زمن بعيد ولم يحدث أيّ شيء"، ولكن لو أنّه يرى المضار بنفسه والأشخاص الّذين تضرّروا بسبب الدّخان سيحاول الابتعاد عن الدخان حتّى لو استغرق فترةً من الزّمن.

ممارسة الرّياضة

 ويتم ذلك عن طريق الذّهاب إلى نادٍ رياضي مع الأصدقاء، وحتّى لو ذهب وحده فهناك أشخاص بالنّادي سيقومون بدعمه، فعن طريق ممارسة الرياضة يقوم بالتخلّص من السّموم الموجودة في جسده وفي دمه عن طريق تحريك الدّورة الدمويّة، وتنشيط الرّئتين وعندما تصبح لدى الشخص لياقة جيّدة فإنّه يستطيع محاربة الدخان، وتصبح صحّته أفضل، ويصبح لديه محفز جيّد للابتعاد عن الدخان؛ فالرّياضة تتعارض مع التدخين، فلذلك يبدأ بالابتعاد عن الدخان لكي يستطيع ممارسة الرياضة بشكل ممتاز. يحاول الكثير من النّاس الإقلاع عن التّدخين باستعمال الأدوية أو اللاصقات أو العلكة الخاصّة بالتّدخين، فلا أقول إنّها طرق غير صحيحة ولكن هذه طرق تساعد على الإقلاع عن التّدخين، ولكنّها لا تمنع التّدخين نهائيّاً؛ فالتّدخين حالة نفسية إن لم يقتنع الشخص بالإقلاع عنه فلن تساعده هذه المواد.

 أطعمة تساعد في الإقلاع عن التدخين

عصير الجزر

 يساهم عصير الجزر في التخلّص من التدخين وأضراره، فهو يعتبر أحد الموادّ الغذائية الفعّالة التي تساهم في القضاء على آثار الإدمان لكل من التدخين والنيكوتين، كما أنّه يحمي من الأصابة بالأورام الخبيثة التي يسببها التدخين؛ وذلك نظراً لاحتوائه على الفيتامينات التالية (C،B،K،A،)، ويمكن الاستفادة منه عن طريق شرب كوب من عصيره الطازج بشكل يوميّ.

 السبانخ

 يعدّ مصدراً غنياً بالطاقة والمعادن المهمّة لجسم الإنسان، فهو يحتوي على نسبة عالية من الحديد وحمض الفوليك، وهما بدورهما يساعدان في التقليل من معدّلات مادّة النيكوتين في الجسم، ويمكن تناوله مطبوخاً أو طازجاً.

الكيوي يعدّ أحد الفواكه التي تساهم بشكل فعّال في مقاومة أعراض انسحاب آثار النيكوتين والسموم من الجسم؛ وذلك نظراً لاحتوائه على نسبة عالية من العناصر الغذائية.

البرتقال

 يعدّ البرتقال أحد الفواكه المهمّة للأشخاص المقلعين عن التدخين حديثاً، فيتميّز بغناه بفيتامين ج الذي يساعد في تلطيف وتطهير الجسم من السموم الناتجة عن التدخين، كما أن تناول عصيره طازجاً بدون سكر أو نسبة قليلة من السكر يساهم في ضبط مستوى ضغط الدم في الجسم، كما يساعد في التخلّص من التوتر والقلق الناتج عن رغبة المدخن في العودة إلى التدخين.

البروكلي 

يحتوي البروكلي على نسبة عالية من كلّ من فيتامين (C،B5)، وهما يلعبان دوراً كبيراً في التخلّص من السموم ومادّة النيكوتين من الجسم، ويمكن الاستفادة منه من خلال إضافة البروكلي لوجبات الطعام أو السلطة.

أما الأضرار المادية للتدخين فلا تخفى على أحد، فالتدخين فيه تبذير وإضاعة للمال فيما يضر ولا ينفع مطلقاً. إذا كان التدخين فيه كل تلك الأضرار الصحية والمادية التي سبق ذكرها، فلا شك ولا ريب أنه محرمٌ في الإسلام، إذ أن الإسلام ينهى عن الإضرار بالنفس، وإلحاق الضرر بالآخرين، فضرر التدخين ليس قاصراً على المدخن فقط، وإنما هو ضرر متعدٍّ إلى من حوله ممن يجالسونه ويخالطونه. كما أن الإسلام ينهى أيضاً عن إضاعة المال وتبذيره. وحرمة هذا التدخين أمرٌ متفق عليه بين العلماء الثقات. فالتدخين من الأمور التي تضر في دين المسلم، فهو من المعاصي والمحرمات التي لا يجوز اقترافها. بصراحة، لم أَجِدْ أحداً من المدخنين الذين عَرَفْتُهُم يشعر بالسعادة والرضا على كونه مدخناً، فكلهم نادمون على تلك الساعة التي جربوا فيها التدخين لأول مرة؛ وذلك لأنهم لمسوا تلك الأضرار التي تكلمنا عنها سابقاً. فاعتبروا يا أولي الألباب. وبعد كل ما تقدم من الكلام، لا شك أن الإقلاع عن التدخين فوراً هو ما يتوجب على كل مدخن أن يفعله. وأتمنى ألا يكون المدخن الذي يقرأ هذا الكلام كمن قيل فيه هذا البيت من الشعر: لقد أَسْمَعْتَ لو ناديتَ حَيًّا *** ولكن لا حياة لمن تُنَادي

 

  
 
   

تعليقات

التنقل السريع