
أصبح مرض السكري من أهم المشاكل الصحية والأكثرها شيوعاً على مستوى العالم، ورغم التطور الكبير في مجال الطب إلا أنه لم يتم حتى الآن إيجاد علاج شافٍ وتام منه سوى بعض الأدوية التي تخفض من مستوى السكر في الدم وتقلل من مضاعفاته الخطيرة والتي يعاني منها أغلب المصابين بهذا المرض، كاضطرابات في الرؤيا وخلل في شبكية العين والمياه البيضاء أو الزرقاء في العين مما يضعف البصر بشكل واضح وملفت، إضافة إلى صعوبات أخرى قد تصل إلى بتر الأطراف أو ما يعرف بالغرغرينا، كذلك فقد يؤدّي ارتفاع السكر إلى حدوث الجلطات القلبية المفاجئة أو حالات متكررة من الإغماء، كذلك يتسبب السكري بمرض اعتلال الأعصاب والتهابات وتقرحات في مختلف مناطق الجسم، كما يمكن أن تصيب الكلى بالفشل الكلي وغيرها من المشاكل المستعصية. نقصد بالسكري حدوث اضطراب في عملية الاستقلاب في الجسم أو ارتفاع حاد في نسبة السكر بالدم ناتج عن نقص حاد في إفراز الأنسولين، ولا بدّ من إجراء فحوصات استباقية لمعرفة نسبة السكر في الدم حتى قبل ظهور أي أعراض لأن ذلك يمكن أن يحدّ مستقبلاً من حدوث مضاعفات السكري الخطيرة ويزيد من فرص الشفاء من هذا المرض.
أعراض الإصابة بمرض السكري
قد يصاب الفرد بواحدة من الأعراض التالية والتي تعطيه إشارة إلى ضرورة إجراء فحص لاحتمالية إصابته بالسكري ومن أهمها شدة العطش واللجوء إلى شرب كميات كبيرة من الماء تفوق الحد المعقول، كذلك الشعور بجفاف الحلق والفم وكثرة التبول خلال النهار والليل، والحكّة في الأعضاء التناسلية خصوصاً عند المرأة، إضافة إلى فقدان ملحوظ للوزن، كذلك الرغبة الملحة والشهية المفرطة لتناول الطعام وخصوصاً النشويات والسكريات، كذلك الشعور بزغللة في النظر وتعب وإرهاق مستمر دون القيام بأي مجهود، كما يلاحظ الشخص بطء التئام الجروح لديه، وأحياناً وجود اعتلالات عصبية طرفية كالخدر أو التنميل في القدمين أو اليدين
المعدل الطبيعي للسكري
يمكن معرفة نسبة السكر في الدم من خلال إجراء فحص بسيط روتيني بجهاز خاص بالكشف عن السكري، ولا بدّ أن نعلم بأنّ نسبة السكر الطبيعية للشخص الصائم يجب أن تتراوح ما بين 80-100 ملجم/دسل، كما أن نسبة السكر الطبيعية بعد تناول الطعام يجب أن تقل عن 140 ملجم/دسل كحد أقصى، أمّا إذا تراوحت نسبة السكر للصائم من 100-125 ملجم/دسل فهذا يعطي مؤشراً باحتمال فرصة إصابة الشخص بالسكري في وقت قريب ويجب عليه اتباع حمية غذائية تقيه من زيادة أخرى محتملة في نسبة السكر، وإذا ارتفعت نسبة السكر للشخص بعد الأكل بساعتين عن 140 ملجم فهذا يعني أنّه مصاب بمرض السكري ويجب مراجعة الطبيب للبدء بخطوات العلاج لتجنب حدوث مضاعفاته الخطيرة.
كيفية المحافظة على مستوى السكر في الدم
الخطوة الأولى :
أن تعلم من خلال الطبيب أو أحد مختص نوع مرض السكر لديك ، وخطورته وتأثيره على الصحة بشكل عام ، وعند محافظتك على مستوى السكر بالشكل الطبيعي مدى تأثير إيجابياً على الصحة ، هذه المعرفة سوف تساعدك في الوقاية والحد من خطورته .
الخطوة الثانية :
عمل الفحوصات اللازمة ومحاولة السيطرة عليها مثل : معدل السكر التراكمي لكل ثلاث شهور ماضية بحيث يكون أقل من (77) . معدل ضغط الدم بحيث يكون من 130/80 حيث أنم الزيادة والنقصان تؤثر على الصحة ومستوى السكر . معدل الكوليسترول في الدم بحيث يكون أقل من ( 100) .
الخطوة الثالثة :
إدارة السكر بنفسك تجنباً للمضاعفات الخطيرة على المى البعيد وذلك من خلال ما يلي : ممارسة الرياضة بشكل يومي من نصف ساعة الى ساعة تقريباً مثل رياضة المشي . تناول الأطعمة الصحية والابتعاد عن الاطعمة المحتوية على الدهون والملح الزائد ، والاكثار من الفواكه والخضار خاصة الورقية والتي تحتوي على الألياف . محاولة الحفاظ على الوزن الصحي والمثالي . معرفة كيفية التعامل مع حالات التوتر والإجهاد لأن ذلك يرفع مستوى السكر في الدم . الابتعاد عن التدخين قدر الإمكان
الخطوة الرابعة :
الإلتزام بالخطوات الثلاث السابقة وجعلها روتين بشكل مستمر . الخطوة الخامسة : تجنب بعض الأغذية التي ترفع مستوى السكر مثل الحلويات والمشروبات الغازية والاغذية المقلية أو أي غذاء يحتوي على الكربوهيدرات المكرّر .
الحفاظ على نمط حياة صحي يتطلب المواظبة على القيام بالتمارين الرياضية
نوصي مريض السكري الذي لا يعاني من مضاعفات خطيرة في القلب بالمشي السريع لمدة 40 دقيقة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع واستخدام معدات اللياقة البدنية للتدريب اذا أمكن. من المهم جداً إستشارة الطبيب قبل ممارسة التمارين الرياضية الشاقة مثل الركض لمسافات طويلة التي تصل إلى عدة كيلومترات، إستخدام مكثف للالات الرياضية أو رفع أوزان ثقيلة. للمرضى الذين يعانون من إضطرابات القلب والأوعية الدموية يجب التوصية على ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة والمراقبة بعد إجراء الفحوصات وموافقة الطبيب عليها
بعد التغيير المطلوب في نمط الحياة ، ينصح بالبدء بتلقي علاج طبي فوراً لدى اكتشاف المرض.
العلاج الفوري والسريع لدى اكتشاف المرض
يقلل بشكل كبير، لغاية 50-60% احتمال المعاناة من مضاعفات في المستقبل، خاصة مضاعفات القلب والأوعية الدموية. العلاج الأولي هو الميتفورمين . هنالك اطباء يميلون إضافة أدوية جديدة موجودة في السوق على العلاج الأولي بالميتفورمين، لكن بالرغم من فائدتها وتاثيرها الإيجابي على توازن السكري، الوزن وعلى عمل البنكرياس فإن لها تأثيرات جانبية في بداية العلاج ولا نعرف حتى الان تأثيراتها الجانبية على المدى الطويل.بناءاً على ذلك، الكثير من الأطباء يفضلون بدء العلاج بالإنسولين القاعدي صاحب مدى فاعلية يمتد لـ 24 ساعة، فوراً عند بدأ علاج مرض السكري. غالبية الأبحاث الأخرى في مجال مرض السكري تنصح ببدء العلاج الفوري بالإنسولين، حيث أن الإنسولين هو الدواء القديم والمفيد بأكبر شكل للتوازن وعلاج مرض السكري وإعادة معدل السكر الطبيعي في الدم، من دون عوارض جانبية على المدى البعيد.
بحث الـ origin، بحث عالمي الذي يعد من أكثر الأبحاث أهمية من ضمن الأبحاث التي أجريت في السنوات الماضية، وجد أن علاج أولي بالإنسولين من نوع لنتوس (LANTUS ) لمرضى السكري من نوع 2 ، يؤدي إلى تحسن توازن مرض السكري لفترة أطول مع أقل قدر ممكن من العوارض الجانبية. جرعة منخفضة نسبياً من الإنسولين، توازن مرض السكري في بداية تشخيص المرض يمكن أن يقلل وحتى أن يمنع ظهور مضاعفات متأخرة في الأوعية الدموية. بالإضافة، كشف البحث أن العلاج بواسطة اللنتوس عند مرضى ما قبل السكري (مقدمات السكري) يمنع الإضطراب في توازن مرض السكري ويقلل بشكل كبير من تقدم المرض.
من المهم الحفاظ على روتين ثابت ومتوازن
التشديد على تلقي العلاج في وقت ملائم وثابت إذا كانت هنالك ضرورة لذلك، إحداث تغيير في أوقات الوجبات وورديات العمل إذا أمكن ذلك. بالإضافة، من المهم جداً الإمتناع من حالات الضغط لأنه يحدث تخبطا في توازن السكري.
يجب مكافحة الوزن الزائد والقيام بنشاطات على مجال واسع من أجل تخفيض الوزن :
تقريباً 70% من مرضى السكري من نوع 2 يعانون من الوزن الزائد، على المريض أن يصارع الوزن الزائد لأن للحفاظ على وزن جسم سليم هنالك أهمية كبيرة في توازن مرض السكري حتى لو كان عليه تغيير بعض العادات مثل استبدال السكر الأبيض بالمحليات الصناعية قليلة السعرات الحرارية المصنوعة من السكرالوز.
تعليقات
إرسال تعليق