القائمة الرئيسية

الصفحات


تربة طفل بعمر العامين 

تشكّل السنوات الأولى من عمر الطفل وخاصة في عمر الثانية، مرحلة مهمة وحساسة في عمره، ففي هذا العمر يحاول الطفل أن يستشكف ما حوله من أشياء، وتصبح عملية الإدراك لديه أكثر قابلية للتعليم والتقليد والاتّباع، حيث إنّ جميع ما يشاهده الطفل أو يسمعه أو يلمسه في هذا العمر يكون أكثر قابلية لبلورة الطفل وتكييفيه بالطريقة التي يراها الأبوان، ومن الحكمة أن يتبع الوالدان السلوكيات الصحيحة والطرق المناسبة التي تساعد الطفل على اكتساب المهارات اللغوية والحركية؛ لتنشئته نشأة سليمة وخالية من العيوب والمشاكل المستقبلية، وفي هذا المقام نقدم النصائح الهامة لتربيه الطفل في هذه المرحلة تربية صحيحة:

مساعد الطفل على مسك الأشياء

 كإمساك القلم، وهذا الأسلوب يدرب الطفل على الكتابة والتحكم بحركة الأعضاء، وبالتالي القيام بالأعمال بشكل متقن ودقيق، ويكون تدريب الطفل من خلال إفساح المجال له بالكتابة والرسم بالألوان على الكراسات البيضاء، وخاصة التي تحمل رسوما كرتونيا؛ للتشجيع على ذلك، وتحفيز الروح المعنوية لديه، وهذا الأسلوب من شأنه أن يعزز القدرات العقلية لدى الطفل والمسؤولة عن الجانب المعرفي أو اللغوي.



فوائد اللعب

 مهما كانَ عُمرُ الأمّ أو الأب أو حتَّى الأطفال، فإنَّ اللَّعبَ مُفيدٌ لكُل أفراد العائلة، وقد وجدتِ الأبحاث أنّ الطريقةَ الَّتي تلعبُ بها الأمُّ مع أطفالها تختلفُ عن الطريقة الَّتي يلعبُ بها الأب مع أطفاله؛ فالأمهاتُ بشكلٍ عامّ يَستمتِعْنَ بالألعاب المتعلِّقة بالتواصل والإبداع، بينما يستمتع الآباءُ بالألعاب التي تتطلَّب الحركة، والنشاط، والخشونة.


 اللعب مع الطفل

 من الأمثلة على الألعاب الَّتي يُمكن للوالدين مُمارستُها مع الطفل ما يلي: ألعاب الذاكرة: قد تكون هذه الألعاب بشكلها التقليديّ صعبة على الأطفال في هذه المرحلة العُمرية، ولكن من المُمكن تجربة الأنواع المتعلّقة بتمييز وتذكُّر أشياء بسيطة كالألوان والصور، ويمكنُ البَدْءُ بسحب ثلاث أو أربع مجموعات من أوراق اللعبِ المُتشابهة؛ كتلك الَّتي تحملُ صورة الملك، والملكة، والأمير، والجوكر، ثمّ يبحثُ الطفل عن الأوراق الَّتي تحمل الصورَ نفسَها الَّتي تَمّ اختيارُها. أوراق اللَّعب: هُناك العديد من الطُرق الَّتي يُمكن استخدام أوراق اللَّعب فيها للحصول على بعض المرح؛ كأنْ يُحضِرَ الوالدانِ علبة بلاستيكيّة نظيفة، والقيامِ بِعَمل شِقٍّ فيها يكفي لتمرير ورقة لعب واحدة، وتَرْك الطفل كي يقومَ بالشيء نفسِه مع ما تبقى من الأوراق. الألعاب العمليّة البسيطة: في هذه المرحلة العُمريّة يشعرُ الطفل برغبةِ القيامِ بأشياء مُختلفة للمرح؛ كاللَّعب بالطعام، وغسل الأطباق، وحفلات الشاي، وبناء قصورٍ من الرمال، واللَّعب بالطين.

 تشجيع الطفل على التكلم 

إذ يكون لديه القدرة على التكلّم، وذلك عن طريق إعادة بعض الكلمات التي يسمعها من غيره، أو إفساح المجال له بحرية التعبير عمّا يجول في خاطره بفرح وسرور، وكذلك عن طريق تسلية الطفل بالحكايات الشيقة بلغة سلهة وكلمات بسيطة، مع تكرار بعض الكلمات المهمة، وهذا الأسلوب يشجع الطفل على التعبير عن مشاعره دون خوف أو تردد، ومن شأنه أن يعزز مهارة الكلام والمخاطبة مع الآخرين بلباقة وفصاحة.

مكافأة الطفل

 مكافأته عندما يقوم بسلوك أو عمل جيد، وعدم عقابه على ما يقوم به من سلوك خاطئ؛ لأنّ العقاب من شأنه أن يعزز الخوف لديه، حيث إنّه كلمّا يريد أن يقوم بسلوك ما يصبح لديه الخوف من العقاب ظنا منه أنه سلوك غير مرغوب أو خاطئ، فيؤثّر على أن لا يقوم به، وهذا يضعف من شخصية الطفل ويقلل من قدراته ومهاراته، وأسلوب المكافآت يعزّز لدى الطفل حب العمل والمواظبة على القيام بكل سلوك مرغوب فيه؛ من أجل تلك المكافآت.

اتباع الوالدين لأسلوب التخيير

 حيث إنّ الطفل في هذه المرحلة يفضل بعض المأكولات كالحلويات والشكولاته على وجه الخصوص،ففي هذه الحالة يجب على الأم ألّا تباشر طفلها بالرفض أو الغضب والصراخ، وإنما عليها أن تخيَّره بين شيئين، كأن تقول له: هل تريد قطعه من التفاحة أو قطعة من الموز، عندئذ يقوم الطفل بالمقارنة بين الخيارين، ويختار ما يراه مناسباً أو ما تتوق نفسه إليه، وينسى أنّه قد طلب الحلويات، وهذا الأسلوب يساعد الطفل على القدرة على التمييز بين شيئين واختيار أفضلهما، وهو ما يعزّز لديه بعد بلوغة في عملية اتخاذ القرارات المناسبة له. إنّ الطفل صورة عن والديه، وهو يكبر على ما كان عليه صغيراً، ومسؤولية الطفل وهو في الصغر هي مسؤولية الوالدين، وبذلك فإنّه يترتب على الوالدين مساعدة الطفل على اكتساب المهارات اللغوية والعادات الاجتماعية الجيدة والسلوكيات الحميدة، وقد قيل: "العلم في الصِّغر كالنقش في الحجر"؛ لذلك على الوالدين الحرص على تعليم الطفل تعليماً سليمًا، وتربيته تربية إيمانية.

تنظيم النوم للأطفال

 فالطفل عندما يتجاوز عمر السنتين، يحتاج إلى عدد ساعات يتراوح ما بين 10 إلى 13 ساعة نوم في الليل، إضافةً إلى قيلولة نهارية، ولكن قد تعاني الأم من مشكلة استيقاظ طفلها المتكرّر أثناء نومه، فبعضهم يستيقظ ويعود للنوم لوحده وبعضهم الآخر يعاني من الأرق فيجد صعوبة في العودة إلى النوم مرة أخرى، وأهمّ النصائح التي يمكنكِ اتّباعها لتنظيم ذلك وتفادي العديد من المشكلات: عوّدي طفلكِ على أن يذهب للنوم وحده؛ لأنّ تعويده على أن يغفو في حضن أحد والديه أو أثناء مشاهدته للتلفاز أو تعويده على النوم جانب والده أو جانبكِ وغيرها من السلوكيات، هذا يؤدّي إلى صعوبة بالغة في تعويده على النوم لوحده مستقبلاً، فالأمر يتوقّف على تعويده منذ الصغر. عوديه على طقوس معينة قبل نومه، كأن تغسليه أو تحمميه، ثمّ تنظفي له أسنانه وتلبسيه بجامته، وتقرئي له قصّة معينة، فتدريجياً وبتكرار هذه الطقوس يومياً، ستصبح روتيناً يساعدكِ على تنويمه بشكل أسرع وأسهل. لا تستجيبي لرغباته بالبقاء أمام التلفاز مثلاً حتى لو خمس دقائق أخرى، أشعريه أن المواعيد المضبوطة والمحدّدة هي موضوع مهم. لا تتركيه فوراً بمجرد وضعه في السرير، امكثي معه قليلاً حتى يشعر بالأمان. تجنبي إغلاق الباب عليه، حتى لا يشعر بأنّك ذاهبة بعيداً عنه، وحتى تستطيعي سماعه عندما يبكي أو يحتاجك.








تعليقات

التنقل السريع