زيارة المريض
سنّ الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من السنن عند زيارة المريض؛ فالمريض يحتاج إلى من يخفف عنه؛ ليحتمل وطأة المرض، ويتحقق ذلك بزيارة أصدقائه وأحبابه له، فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك؛ لأنّ زيارة المريض تزيد من المحبة والألفة بين المسلمين، وتشعر المريض بالتفاؤل وحب الآخرين له.
ما يُقال للمريض
كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريضاً أو أوتي به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ قال: ( أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً). من العبارات الدارجة على ألسنة الناس في هذه الأيام (شفاك الله، عافاك الله، منحك الله العافية، أسأل الله أن يعافيك، وأسأل الله أن يشفيك)، كل قوم لهم عرفهم ولغتهم، وكل العبارات تدل على معنى "الحمد لله".
دعاء شفاء المريض
أذهب البأس ربّ النّاس، واشف أنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً. ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرّات: أعوذ بالله وقدرته، من شرّ ما أجد وأحاذر. ربّنا الله الذي في السّماء، تقدّس اسمك، أمرك في السّماء والأرض، كما رحمتك في السّماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت ربّ الطيبين، أنزل رحمةً من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوجع فيبرأ.
الدّعاء عند عيادة المريض
لا بأس طهور إن شاء الله. يقول سبع مرّات:" أسأل الله العظيم، ربّ العرش العظيم، أن يشفيك ". بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شرّ كلّ نفس وعين حاسدة، بسم الله أرقيك، والله يشفيك. أذهب البأس، ربّ النّاس، اشفِ وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاءً لا يُغادر سقماً.
دعاء المريض لنفسه
عن أبي سعيد الخدريّ وأبي هريرة رضي اللّه عنهما، أنّهما شهدا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:" من قال: لا إله إلّا الله، والله أكبر، صدّقه ربّه، فقال: لا إله إلّا أنا وأنا أكبر. وإذا قال: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، قال: يقول: لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي. وإذا قال: لا إله إلّا الله له الملك وله الحمد، قال: لا إله إلّا أنا لي الملك ولي الحمد. وإذا قال: لا إله إلّا الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، قال لا إله إلّا أنا ولا حول ولا قوّة إلاّ بي، وكان يقول: من قالها في مرضه، ثمّ مات، لم تطعمه النّار "، رواه الترمذيّ.
الرّقية الشّرعية للمريض
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " لا بأس بالرّقى ما لم تكن شركاً "، رواه مسلم. وإنّ أنفع الرّقية وأكثرها تأثيراً رقية الإنسان لنفسه، وسورة الفاتحة من أنفع ما يقرأ على المريض، وذلك لما تضمّنته هذه السّورة العظيمة من إخلاص العبودية لله، والثّناء عليه عزّ وجلّ، وتفويض الأمر كلّه إليه، والاستعانة به، والتوكّل عليه، وسؤاله مجامع النّعم. وعند رقية المريض يقال:" بسم الله أرقيك، من كلّ شيء يؤذيك، ومن شرّ كلّ نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك "، رواه مسلم. وإذا اشتكى ألماً في جسده يضع يده على موضع الألم، ويقول : " بسم الله (ثلاثاً) ويقول: (سبع مرات) : أعوذ بعزّة الله وقدرته، من شرّ ما أجد وأحاذر "، رواه مسلم. والرّقية الشّرعية تنفع للعين، أوالسّحر، أوالمسّ، وكذلك الأمراض العضويّة.
فضل الدّعاء للمريض
يعدّ الدّعاء من العبادات التي يقبل عليها العبد، ليطلب من الله تعالى رغباته، وطموحه، وأحلامه، أو ليبعد عنه أو عن غيره مكروهاً ما، وهناك بعض الأدعية التي تخصّ المريض، منها: دعاء شفاء المريض، ودعاء المريض لنفسه، والدّعاء عند عيادة زيارة المريض. وتتبيّن أهميّة الدّعاء في قوله تعالى:" وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ "، الأنبياء/83-84، وفي الحديث النّبويّ الشّريف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" يقول الله تعالى:" أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرّب إليّ بشبرٍ تقرّبت إليه ذراعاً، وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "، رواه البخاريّ ومسلم.
ما يحتاجه المريض من زائره
إعطاؤه الأمل بالحياة. تحسين نفسية المريض. إظهار العطف واللين والتألم لألمه؛ لأنه بأمس الحاجة لذلك. اختيار مواضيعه وكلامه بدقة وأهمية فائقة؛ لأنّه سيؤثر على المريض بأدق التفاصيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا حضرتم المريض، أو الميت، فقولوا خيراّ فإنّ الملائكة يؤمنون على ما تقولون). مراعاة كلماته وأحاديثه بحيث لا تُقلق المريض. حسن معاملة المريض حيث يكون الزائر رقيقاً، طيباً، فلا يزعج المريض. سؤال المريض عن حاله: (كيف حالك؟ كيف تجد نفسك؟؛ فعن أنس رضي الله عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو يحتضر؛ فقال: (كيف تجد نفسك)؟، قال: (أرجو الله يا رسول الله، وإنّي أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف) رواه الترمذي. تذكيره بالصَبر على المرض، فإنّ في المرض تكفيراً للذنوب، وتذكيره بذكر الله وقراءة القرآن. مساعدة المريض لله إن كان محتاجاً أو فقيرا. تذكير المريض بقوله تعالى: (إن الله مع الصابرين)، وقوله تعالى: (إن الله يحب الصابرين).
ما يستفيد به الزائر إذ زار مريضاً
إنّ زيارة المريض وجعله يشعر بالطمأنينة والراحة والهدوء يسرع من شفائه بإذن الله. طلب الدعاء من المريض للزائر ولأهله وللمسلمين عامة؛ لأنّه يكون قريباً من الله عز وجل، ولأنه يكون صافي النفس، ويقظ الفؤاد؛ فدعوته مستجابة. زيارة المريض تعود بالمنفعة على الزائر؛ حيث يقوّي صلاته الاجتماعية، ويجني الموعظة الحسنة، والأجر الكبير.
آداب زيارة المريض
من هدي النّبي ـصلّى الله عليه وسلّم ـ في زيارة المريض أن يرقيه، ويدعو له بالشّفاء، فعن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم - كان إذا أتى مريضاً، أو أُتي به إليه، قال:" أذْهِب البأس، رب النّاس، اشفِ وأنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقماً "، رواه البخاريّ. وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النّبي ـصلّى الله عليه وسلّم ـ قال: ما من عبدٍ مسلم يعودُ مريضاً لم يحضر أجلُهُ، فيقول سبع مرّات: أسأل الله العظيم، ربّ العرش العظيم أن يشفيك؛ إلّا عُوفي "، رواه التّرمذي. ومن هديه ـصلّى الله عليه وسلّم ـ إدخال السّرور على قلب المريض وطمأنته، والتّحدث إليه بما ينفعه، والدّعاء له بالشّفاء، وتبشيره بالبرء من المرض، وتذكيره بالأجر الذي يلقاه العبد المبتلى، وذلك للتخفيف من معاناته، وتربيته على الصّبر واحتساب الأجر، وذلك لقوله ـصلّى الله عليه وسلّم ـ حين دخل على أعرابيّ يزوره لمرضه:" لا بأس عليك، طهور إن شاء الله "، رواه البخاريّ. وكان ـصلّى الله عليه وسلّم ـ كما يقول ابن القيم:" .. يسأل المريض عن شكواه، وكيف يجده، ويسأله عمّا يشتهيه، ويضع يده على جبهته، وربّما وضعها بين ثدييه، ويدعو له، ويصف له ما ينفعه في علّته .
الدّعاء عند رؤية المُبتلى
شرع لمن رأى مصاباً أن يستعيذ بالله من مثل ما أصيب به المبتلى، وبذلك يؤمّنه الله من البلاء، لما في الحديث:" من رأى مبتلىً فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضّلني على كثير ممّن خلق تفضيلاً، لم يصبه ذلك البلاء "، رواه التّرمذي وحسّنه الألباني. هذا ويحسن بالمسلم ألا يُظهر شيئاً أمام المُبتلى لئلا يتأذّى بذلك، بل إذا لقيه يحسن الخلق معه، ويظهر له التّعاطف معه، ويدعوالله له بالشّفاء والعافية.
تعليقات
إرسال تعليق