ما أجمله من شعور عندما ترى طفلاً يحدق لك بابتسامة و كأنه يقولها بالسكوت دون الكلام ، و كأنه يتغنى بكلمة الحب لك ، و ما أجملك حينها و أنت ترى على نفسك ابتسامة لروعة هذا المنظر ، و ما أجمل الطفولة و ما أجمل البراءة ، و أجمله من حب الأطفال حب لا يعرف الشكل و لا مال ، كل ما يريده حينها أن تلعب معه و تعطيه الحنان ، و لروعة هذا الكلام ترى بنفسك اشتياقا لطفل يكون معك الآن ، تتخيله أمامك و ترى حبك له يزداد ، فكيف سنجعل الطفل يحبنا ؟ ، و كيف سيكون ذلك الحال ؟ الأطفال هم كائنات رقيقة جدا ، التعامل معهم أشبه بالتعامل مع ريشة ، حساسون لغاية ، قد يكرهونك بسبب صراخ عليكم و حتى إن كنت تعتقد بان صراخك عليهم سيعلمهم الخطأ و يبتعدوا عنه ، الحب من الأطفال إلى الآخرين هو ما يجعلهم يقومون بما يريدون منهم الأهل أو الآخرين ، أما الضرب و الصراخ و غيره من تلك الأساليب ستجعل الأطفال عنكم يبتعدون ، و سترى بالمسافة البعيدة التي بين قلوبكم و قلوبهم ، و الأطفال لا يحتاجون الكثير لكي يحبونا ، فقد إلى الحنان و الاهتمام و إشعارهم بالحب ، و يبدأ الاهتمام بالأطفال من لحظة الولادة ، فمن المفترض انه عند الولادة قيام الأب أو الأم بحضن الطفل في الساعة الأولى من الولادة ، فذلك له تأثيرا كبيرة على كلا الأب و الأم و الطفل و يقربه لهم ، و بعد ذلك على الأم إرضاع طفلها و عدم الاعتماد على المصادر الأخرى أو الرضاعة الصناعية ، ففي حليب الأم هرمونات تربط الطفل بالأم و يجعلهم قريبين جدا من بعضهم ، بل و يجعله ذلك يشعر بأمان و كأنه بداخل الرحم ، و كيف لطفل لا يعلم شيء بالحياة أن يحتضنه شخصا و ينظر لعيناه و يلاعبه و يعطيه كل ما يملك من حنان ، و يجب عندما يكبر الطفل سماعة كلمة احبك في كثير من الأحيان ، لان الأطفال يحتاجون تلك الكلمة كثيرا ، و لا تقولوا انه واضح أننا نحبهم ، لأنهم يتأثرون أيضا بالكلام بل و يجعلهم ذلك اقرب إلينا ، فلا يجب علينا إهمال تلك الكائنات ، و يجب محاولة إرضائهم و إعطائهم ما يريدون و لكن ضمن المعقول ، و أن لا يزيد ذلك فيصبح الأطفال يريدون كل شيء و يتصرفون بدلع بل و يصبحوا شرسين يريدون كل شيء حتى ولو كان من الأطفال الآخرين ، فالأطفال يسمعون الكلام و ينفذونه عند الشعور بوجود سلطة عليهم و مع شعورهم بأنهم يطلبون منهم ذلك لأنهم يحبونهم ، فالاطفال يتعاملون بقلوبهم و ليس بعقولهم و تكون قلوبهم لا تعرف الحقد او الكراهية فتستطيع ان تكسب قلبه دون أي جهد أو تعب ، فتلك الكائنات الصغيرة هي أجمل مخلوقات الله دون أي شيء .
كيف اجعل طفلي يطيعني
تغيرت الحياة وتغيرت ظروفها ، فلم تعد تصرفاتنا كالسابق ولا حتى أسلوب تربيتنا ، فأسلوب التربية القديم التقليدي لم يعد يجدي نفعا مع أطفال اليوم ولم يعد الأسلوب الناجح لتربية طفل وبناء حياته.
فحياتنا في السابق كانت بسيطة عفوية خالية من أي نوع من التكنولوجيا الحديثة والتقدم الذي فتح الحياة على الغرب وعرفنا بتصرفاتهم وأسلوب حياتهم. فمن ذلك اليوم تغيرت الحياة وتغير أسلوب تعامل أطفالنا الصغار معنا ، لم يعد كسابقه لأنهم رأوا كيف يتصرف الآخرون أو بالأصح رأوا أسلوب حياة آخر يختلف تماما عن أسلوب حياتنا بديانة تختلف عن ديانتا ومجتمع عاداته و تقاليده لا تمت بأي صلة لعاداتنا وتقاليدنا ، فهذا ما غير صغارنا البريئين. الذين كانوا لا يعلمون شيئا في الحياة سوى ما نعلمهم نحن و نفهمهم ، والآن نرى العكس تماما فالأطفال اصبحوا أكثر فهما منا وأصبحوا هم من يعلموننا الكثير من الأمور والأشياء التي نذهل بسماعها. لذا سيدتي الأم ، تجنبي استخدام أسلوب النهي والأمر الصارم مع أطفالك الصغار لتحصلي على طاعتهم أو لتجعلي تربيتهم سليمة و قويمة ، تناسي هذا الأسلوب تماما لأنه لم يعد يجدي نفعا بعد هذا التقدم والتطور الذي يعيشه العالم. إذا اردت أن تحصلي على طاعة إبنك لك ، فعليك العلم أن هذا ليس بالأمر السهل البسيط الذي تستطيعين تحقيه في يوم وليلة ، بل بالعكس هذا الأمر يحتاج إلى تدريب وترويض منذ أول لحظة يبدأ فيها طفلك بالإستيعاب وفهم ما يدور حوله. أهم أمر وأفضل طريقة لتحصلي على غايتك هي الصداقة ، الكثير يتساءل ما علاقة الصداقة في هذا الأمر ، الصداقة هي أساس إنجاح علاقة كل أم بطفلها ، اترك أسلوب الأمر والنهي والصرامة والأوامر واتبعي أسلوب الحب المتبادل ، الصداقة بينك وبين طفلك ، عامليه كصديق لك تتحدثي معه وتمزحي معه و تلعبي معه ، وتستمعي بقضاء وقتك معه ، فهذا كله سيبني احترام طفلك لك وسماعه لكلامك كصديقة تحبيه وليس كأم تأمريه.
حاولي قضاء أكبر مدة من الوقت مع طفلك ، حتى لو كنت امرأة عاملة ، حاولي تفريغ نفسك لتستمعي لإبنك ولتفهمي حاجاته ومشاكله وتعرفي شخصيته ولكي يشعر بوجودك قريبه وبحنانك وعطفك عليه ، هذا ايضا يبني لدى طفلك شعور بالراحة غير أنه سيقتنع من صغره بأن أمه دائما بجانبه ودائما معه ولا تفارقه ، فأقل حقوقها عليه أن يطيع كلامها ويسمعه. كذلك حاولي دائما استشارة طفلك في أقل الأمور في حياتك ، وعند تحضير الطعام خذي رأيه وعند شراء أي جديد خذي رأيه وحتى في القرارات العائلية للخاص. بالكبار حاولي اشراكه في الأمر ، كل هذا يساهم في شعور طفلك بأن له شخصية وأنه مرغوب وأن أوامرك ليست بالأوامر بل هي مجرد نصيحة محبه وخوف من صديقة لك تخاف عليه وتريد الأفضل لك.
احذري مقارنة ابنك بأي طفل كان ، بل ربيه على أنه هو نفسه ، لا أحد مثله ولا أحد أفضل منه ، وذلك ليشعر بمحبتك الصادقة له ، فمجرد مقارنتك لطفلك بغيره يخلق لديه نوع من الحقد والكره والبغض ، ولن يسمع كلامك بعد ذلك وان يطيعك. عزيزي الأم ، تخلي عن كل ما يقلق طفلك ويثير ازعاجه ، وحاولي أن تتقربي إلى قلبه وكوني له صديقة لتنجح علاقتك به ويطيعك متى شئت.
تعليقات
إرسال تعليق