القائمة الرئيسية

الصفحات


الإبل منذ القدم ضُرب في الإبل المثل في التحمّل والصبر، فهو سُخّر للإنسان ليكابد معه متاعب الصحراء فكان له معيناً، وغذاءً، ورفيقاً، ورمز عزّ وفخر وخصوصاً للإنسان العربي. الجمل من الحيوانات الذكية، والصبورة، ينتمي الى فصيلة الجمليات، يتميّز بكتلة دهنية على ظهره تدعى السنام، ويُقال إنّه يخزّن فيها طعامه وشرابه حسب اعتقاد الاعراب البدو القدماء. للجمل وبر يُغطّي جسمه، ويساعد على تخفيف حرارة شمس الصحراء، وله ساقان طويلتان تسندان جسمه الضخم، تنتهيان بما يُدعى بالخف، والخف يسمح للجمل بالتحرك بحرية فوق رمال الصحراء الملتهبة. هناك نوهان للجمال: الجمل العربي: يتميز الجمل بقدرته وتحمله للظروف الصحرواية القاسية، له سنام واحد، يعيش في منطقة الخليج العربي. الجمال ذات السنامين: أصغر حجماً من الجمل العربي، مثل جمل اللاما؛ يتواجد في البرازيل، وكندا، ووسط آسيا. يعيش الجمل حياةً طويلة قد تصل الى أربعين عاماً، ورغم ضخامة جسمه إلا أنه يتمتع بقدرة فائقة على الركض وبسرعة كبيرة لذا فإنّ سباقات الهجن تعقد بمراسم دولية في بعض الدول العربية، وتشارك فيها المئات من الإبل.

لحم الإبل وفوائده 

يحتوي لحم الإبل على البروتين والحديد وفيتامين C أكثر ممّا تحتوي لحوم البقر والضأن على حدٍ سواء، كما ويحتوي لحم الإبل على فيتامين E، والقليل من الدهون، والكولسترول، ويحتوي على فيتامين D، وأملاح ومعادن، ومن الجدير بالذكر أنّ لحم الإبل يكافح حموضة المعدة وارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز التنفّسي كافّةً، كما ويقوّي العضلات. ويفضّل تناول لحم الإبل لأنّه لا يضر القلب ولا الشرايين بسبب قلّة الدهون فيه، فهو ذو تركيبةٍ غريبة؛ حيث ترتبط ألياف اللحوم مع بعضها البعض من دون الحاجة إلى الدهن، كما أثبتت بعد الدراسات أنّه يحارب السرطان، وذلك بسبب احتوائه على نسبةٍ من الأحماض الدهنيّة غير المشبعة (اللينولييك)، ويحارب كذلك الالتهابات، ويقي لحم الإبل من السكتات القلبيّة، كما ويقوم بتقوية الأعصاب ممّا يحفّز الدماغ على العمل، وقديماً استخدم لحم الإبل في علاج الحمى، وعرق النسا، والبواسير، والنمش، وإزالة دود الأمعاء، كما كان يستخدم أيضاً لتقوية النظر، وعلاج الربو خصوصاً عند خلطه مع العسل. أمّا في مجال الرجيم وإنقاص الوزن فيتفوّق لحم الإبل على باقي اللحوم، وذلك بسبب نسبة الدّهون القليلة به، كما أنّ تناوله لا يسهم بتخزين الدهون في الجسم لذا فهو خيار جيّد للملتزمين بالرجيم (الحمية الغذائية)، ولكبار السن، ولمن يرغبون ببناء عضلاتهم.

فوائد لحم الإبل للحامل 

لحم الإبل مثاليّ للحامل وخصوصاً في مراحل الحمل الأولى؛ لاحتوائه الكبير على البروتينات الضرورية لصحة الأم ولبناء عظام الجنين . يساعد على زيادة النشاط االبدني، ويبعد الخمول والكسل عن الأم الحامل. لحم الإبل يقي من الإصابة بأمراض عرق النسا وفق دراسات أجريت على تكوين اللحم في جامعة بريطانية. يقلل من مستوى الكولسترول الضار والدهون الثلاثية، وبالتالي لا يكون هناك إفراط في وزن الحامل عند تناولها للحم الإبل عكس اللحوم الأخرى مثل لحم الغنم، أو الأبقار. يحمي من الإصابة بفقر الدم عند الحامل؛ لما يحتويه من عناصر غذائيّة كثيرة ومهمة للجسم. يضم لحم الإبل العديد من المعادن الضرورية مثل: البوتاسيم، والزنك، والمنغنيز الضروري للجسم. المرأة الحامل يجب أن تتناول لحم الإبل كحصّة إسبوعية، ممّا يزيد من فرصة إنجابها لطفل ذي وزن جيد وبصحة جيدة، بالإضافة لتمتع الأم الحامل أيضاً بصحة جيدة عند الولادة. هناك اعتقاد أنّ لحم الإبل يؤخر من ولادة الحامل؛ وهذه مجرّد إشاعات لا أساس علمي لها.

فوائد لحم الإبل بشكل عام 

يساعد لحم الإبل على تقليل نسبة الكولسترول الضار في الجسم؛ بسبب وجود حامض اللينوليك، وبالتالي يقلّل من احتمالات الإصابة بأمراض القلب المختلفة. لحم الجمل قليل الدهون مقارنة ببقية اللحوم؛ لذا ينصح بتناوله للرياضيين، ومن يتبعون برامج حميات غذائية. لحم الإبل مفيد للرياضيين الّذين يلعبون رياضة كمال الأجسام؛ بسبب وفرة الحموض الأمينية فيه والتي تساعد على بناء العضلات. إنّ محتوى لحوم الإبل الجيد والغني من الجليكوجين الذي يتحول إلى جلوكوز يستفيد منه الجهاز العصبي لصنع الطاقة الخلوية وبالتالي تنشيط عمل الخلية العصبية.

مضار لحم الإبل بين الحقيقة والخيال

 "سئل سائل الرّسول الله صلى الله عليه وسلم، أتوضأ من لحم الغنم؟، قال: إن شئت، قال: أتوضأ من لحم الإبل؟، قال: نعم". واتفق العلماء على أنّ تناول لحم الإبل جائز ولكنّه ينقض الوضوء، فوجب الوضوء بعده. لم تستطع الدراسات إثبات أيّ مضار للحم الإبل بشكل قاطع، وذكرت بعض الدراسات أنّ لحم الإبل يزيد من قوّة السيلان العصبي بشكل كبير، ممّا يجعل الإنسان شديد الغضب، وعند الوضوء يهدأ الإنسان ويقل السيلان العصبي الساري في جسمه، أمّا أجدادنا فيقولون إنّ الجمل حيوان حقود وعنيد ويحمل صفات شيطانيّة، ويؤثّر على جسم الإنسان بالطاقة السلبية والحقد عند تناوله، لذا وجب الوضوء للتخلّص من الطاقة السلبية. ولكن لا تتعدّى هذه الآراء مستوى الحقيقة، والوجوب اتّباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حتّى ولو لم نستطع إدراك الحكمة التي تقف خلف الأحكام الشرعيّة فهي بالتأكيد تحمل الخير والصواب، كما وينصح بعدم الإكثار من تناول لحم الإبل تجنّباً لأي مضار من باب أن الإفراط في الشيء يضر.


تعليقات

التنقل السريع