القائمة الرئيسية

الصفحات



باستطاعة المرء أن يقوم بتطوير طريقة كلامه، عن طريق مراقبته لحديثه، وحديث الآخرين، بالإضافة إلى التمثّل بالآداب بشكلٍ عام، والامتثال للقرآن الكريم وهدي النبيّ الشّريف، ومن النّواحي الاجتماعيّة، نجد أنّ فنّ الكلام له الأثر الكبير في بناء أروع العلاقات و أمتنها، كما أنّ حسن اختيار الكلام بمراعاة ظروف الآخرين ونفسيّتهم وأحوالهم يعد كفيلاً بأن يبني ويعمّر ويؤلّف بين القلوب، وعلى العكس تماماً فعندما يسيء البعض في اختيار كلماته في أثناء حديثه فإنّ هذه الألفاظ تولّد المشاحنات والبغضاء. نقدّم لك عزيزي القارئ بعض الأمور المهمّة الّتي يجب أن تلتزم بها لتكون لبقاً في كلامك، ولتمتلك مهارة التحدّث مع الآخرين بطلاقة.

 قواعد اللباقة في الكلام لا تتكلّم عن نفسك طوال الوقت، سواء إذا كنت تشعر بالسّعادة أو الضّيق. لا تبقَ صامتاً من دون كلام في لقائك مع النّاس، وإنّما شاركهم الحديث. وجّه كلامك للآخر بعد أن تناديه باسمه ثمّ عبر عن رغبتك صراحةً ولكن تصرّف بشكلٍ سليم. اجتهد في عدم إثارة المشاكل وحاول الانسحاب منها بدبلوماسيّة إذا قابلت شخصاً استفزّك في شيءٍ ما. إذا كنت على المائدة أثناء تناول الطعام احرص على عدم فتح موضوعاتٍ تثير اشمئزاز الآخرين. كلّما كان صوتك هادئاً رقيقاً كان حديثك خفيفاً على الأسماع، وكنت قريباً من القلوب. مهما احتدّت المناقشة فعليك ألّا ترفع من صوتك؛ فالصّوت العالي لا يفرض رأياً ولا يساعد على الإقناع. اجعل صوتك معتدلاً في درجته. لا تقل (لا) عند محاولة الإعراب عن معارضتك لرأيٍ معيّن؛ بل ابدأ بالإيجاب في القضيّة ثمّ اذكر رأيك المخالف. لا تقدّم النّصيحة لأحدٍ إلّا إذا طلب منك ذلك. لا تتحدث وفي فمك قطعة لبان، لأنّ ذلك تصرّف غير لائق. إذا أخطأ أحد ما أمامك في نطق كلمة ما، وأعاد تكرار هذا الخطأ، فمن الأفضل ألّا تذكر له شيئاً عن خطئه وتدعه يكمل كلامه حتّى لا تجرحه، أمّا إذا كان صديقاً مقرّباً ولا تزعجه انتقادك، فبإمكانك أن تقول له بطريقة عاديّة كيفيّة النّطق الصّحيح. احذر العبث بالمفاتيح أو غيرها أثناء الكلام؛ لأنّك تصرف انتباه الآخرين السامعين ويفقد ذلك من احترامك إذا لم تكن راضياً عن الحديث لأسباب عقائديّة أو سياسيّة أو أخلاقيّة، فقم بتحويل موضوع الحديث بذكاء وأدب إلى موضوع آخر قد يكون فرعاً من فروع موضوع الحوار إذا كنت جالساً مع أشخاصٍ لا يتحدّثون لغاتاً أجنبيّة فمن غير اللائق أن تكثر من استخدام ألفاظ أجنبيّة، أو قم بالاندماج في حديثٍ جانبيّ بلغة أجنبيّة مع شخصٍ آخر يتقن تلك اللغة. إذا كنت تحادث شخصاً يكثر من مقاطعة الآخرين أثناء الكلام وتكرّرت مقاطعته لكلامك أكثر من مرة، فالحل لذلك أن تنظر إليه وأن تقول له بتهذيب: لحظة من فضلك، إذا سمحت أودّ أن أشرح وجهة نظري، ثمّ أترك الكلام لك. يعدّ تكرار (لا لا لا) لازمة غير محبّبة لدى معظم النّاس عند اعتراضهم على رأيٍ يختلف مع رأيهم؛ حيث إنّ (لا) واحدة كافية عند الاضطرار لاستخدامها. إنّ عبارات (من فضلك)، (بعد إذنك)، (لو سمحت)، (إذا أمكن) وغيرها تعدّ كلماتٍ استئذانيّة يجب أن تبدأ بها الحديث إذا أردت الحصول على أيّ شيء.

كيف أتقن فن الكلامطرق تواصل الإنسان مع باقي الناس كثيرة ومتنوعة جداً، ولكن أبرز طريقة من طرق التواصل وهي الطريقة الأسهل والأفضل في إيصال الرسالة بين شخصين أو أكثر هي طريقة الكلام، والكلام هو القدرة على التواصل مع باقي الناس باستخدام اللغات المنطوقة المحكية والتي تستطيع أن تعمل على إيصال الرسائل إلى باقي البشر، ولكن وكغيرها من الوسائل إن لم نحسن استخدامها فإننا سوف نكون قد أوصلنا رسالة أخرى غير تلك الرسالة التي نريدها مما يؤدي إلى حدوث نتائج كبيرة لا قدر الله، لهذا يتوجب علينا ان نرعى ونهتم ونحاول ان نطور من هذه القدرة التي لدينا حتى نحصل فوائد أكثر بكثير من الفوائد المتوخاة. ولعل أهمية الكلام تجاوزت كل حد، لهذا فقد أصبح إتقان الكلام، والقدرة على إيصال الرسائل بأفضل وجه، مع ترك أثر إيجابي في المتلقي فناً من الفنون، فعندما يستطيع الإنسان ان يحقق كل هذه الأمور فهو قطعاً قادر على أن يفعل ما عجز غيرة عن فعله. من أهم الطرق التي يستطيع بها الإنسان أن يعمل على أن تحسين قدرته الكلامية مع الآخرين وترك أفضل الآثار عليهم عن طريق مشاركتهم بالحديث وعدم الصمت أثناء التواجد معهم وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن يأخذ الإنسان الحديث لصالحه فيبدأ بالحديث عن نفسه ومدح نفسه أمامه بشكل كبير ومتكرر بل يجب عليه أن يحرص على أن يكون كلامه موضوعياً وفي محله، وأن لا يتعدى أي الحدود التي رسمت له. إضافة إلى ذلك يتوجب مناداة الناس بأسمائهم لأن ذلك يشعرهم بالاهتمام وبالتالي يترك أثراً إيجابياً في قلوبهم. ويتوجب على الإنسان أن يحرص على ان تكون المواضيع المفتوحة مناسبة للمواقف التي هم فيها، فمثلاً إذا كان الوقت وقت مرح وفرح فيجب أن يتم تجنب المواضيع التي تبعث الهم والغم على قلب الإنسان، فالمتكلم يجب عليهأن يكون مصدر سعادة كي يحبه الناس لا مصدراً من مصادر الكآبة والحزن، كما يجب ان تتناسب شدة الصوت مع الموضوع، ويفضل إذا كان الحديث بين شخصين بجانب بعضهما البعض أن يكون الحديث بأخفض نبرة صوتية، فليس ضرورياً أن يسمع كل الناس التحاور. إضافة إلى ذلك ينبغي للإنسان أن يتجنب الكلام فيما لا يعرف من الأمور لأن ذلك سيوقعه في الحرج الكبير، كما ويتوجب عليه أن يتجنب أية أحاديث لم يطلب إليه التحدث فيها، كإسداء النصائح لمن يطلب ذلك مثلاً.

كيف أصبح لبقة في الكلاماللباقة في الكلام تُعدّ اللباقة في الكلام من الصفات التي يمتلكها أصحاب الشخصيات الاجتماعية الحكيمة، وهي تتضمّن الأخلاق واللطافة، فالإنسان الذي يُجيد التكلّم والذي يستطيع عمل الحوارات مع الآخرين ويقوم بمناقشتها بأسلوب راقي، يدلّ ذلك على حكمته، ولكن يجب عليه أن ينتبه إلى ألّا تتضمن لباقته التحايل على الاَخرين، وإنّما أن تشمل النيّة الصادقة، ولذلك يُنصح الأشخاص الذين يجيدون فن اللباقة ولكن يُسيئون استخدامه، بأن يُعيدوا النظر في موقفهم وأن يبتعدوا عن استغلال الناس. تُعتبر اللباقة من المميزات الجميلة التي يجب أن يسعى كل شخص إلى إتقانها، من أجل الالتزام بآداب الكلام الذي أوجده الإسلام، وحتى يتمكن من الإحساس بمشاعر الاَخرين، والتجاوب معها، ورغم أنّ الحديث الذي يحدث بين الناس من أكثر وسائل التواصل نجاحاً، إلّا أنّ الكثير من الناس لا يستطيعون إتقانه، ويجدون فيه صعوبة بالغة في إيصال أفكارهم إلى الطرف الآخر. طرق كسب اللباقة اختيار المواضيع الجذابة، والمفضلة لدى الآخرين، ولهذا يُنصح الإنسان اللبق، بأن يتحدّث مع الآخرين بالأمور التي يُفضّلونها. تجنّب تجهيز الكلمات، وحفظها، والعمل على قولها بشكل مباشر بحيث تكون خارجة من القلب وليس من العقل الذي عمل على حفظها مسبقاً. تجنّب التحدّث بصوت مرتفع، والبدء بالكلام عن طريق استخدام الصوت الهادئ، وبدون استخدام أسلوب الغمز والرموز. استبدال بعض الضمائر بكلمات أكثر احتراماً، مثل استبدال ضمير أنت بكلمة حضرتك، مع الابتعاد عن الاهتمام الزائد بالنفس.
 الالتزام بحدود اللباقة، أي أن يكون الشخص مبتسماً، ومستمعاً، وأن يتجنب كثرة الضحك. التحدّث بعبارات تدلّ على الحب، والاحترام؛ لأنّ هذا يمنح الشعور بالرضا. التصميم على إيصال الأفكار إلى الاَخرين، ولكن قبل التحدث يجب على الشخص أن يجمع أفكاره، ويُرتّبها. التعامل مع الاَخرين بأسلوب الأخذ والعطاء في الكلام، والعمل على منحهم الفرصة لكي يتحدّثوا بدون انتقادهم. عدم مقاطعة الأفراد اثناء كلامهم، مع النظر إليهم اثناء التحدث، وإظهار الاحترام لهم. التعامل بلباقة مع كبار السن، والاستماع لهم، وعدم محاولة إقناعهم بأشياء لا يُدركونها. تدريبات لاكتساب اللباقة في الكلام يمكن لكلّ منّا أن يطوّر مهاراته ويزيد من لباقته في الحديث، ومن أهمّ الخطوات المتّبعة لذلك ما يلي: التدرّب على اختيار العبارات التي يستطيع كل فرد أن يُتقنها. تدريب الصوتية من أجل اختيار الطبقة المناسبة للكلام. التدرّب على قول الكلمات، مع الحرص على إتقان مخارجها. التدرّب على الحديث بشكل بطيء، لأنّ هذا سيُظهر للآخرين ثقة الشخص بنفسه.

كيف اعرف اتكلم مع الناسلن تستطيع عزل نفسك عن العالم الخارجي مهما حاولت ذلك فلا بد أن تتخالط مع الناس و تتحدث معهم سواء برضاك أو بعدم رضاك فأنت مجبر علي التعايش مع من يحيط بك من أشخاص ، و الكثير منا يتجنب الكلام مع الناس لأنه لا يعرف كيف يتكلم و ماذا يقول و لا يحب أن يحرج نفسه أو يحرج أي شخص بكلام يقوله من دون قصد . و لكن يجب عليك التحدث مع الناس لكي تتغلب علي خجلك و ضعفك و تصبح إنساناً إجتماعياً و تكون قادر علي الحديث بلطف و من دون أن تجرح أحد بكلامك أو تضع نفسك في موقف محرج . عندما تتحدث للناس عليك بوضع عدة قواعد في ذهنك حتي تتجنب مواقف الإحراج : *لا تكن ثرثار و تتحدث كثيراً و في كل شي سواء كنت تعرف عن ماذا تتحدث أو لا تعرف لمجرد أنك تريد أن تظهر نفسك أمام الناس و تثبت وجودك ، فقد يكون هناك من يعرف أكثر منك و تتعرض لموقف محرج أمام الجميع ، لذلك تحدث فيما تعرفه و يخصك حتي تبقي في نظر الناس الشخص الصادق و يحب الناس التحدث إليك لثقتهم بكلامك. لا تحرج شخص بأسئلتك الشخصية الكثيرة و تتدخل فيما لا يعنيك ، فمن تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه ، لذلك تحدث مع الناس في مواضيع عامة بحيث لا تحرجهم فقد يكون هناك بعض الأشخاص لا يرغبون في التحدث عن حياتهم الشخصية أو ذكر أي مشاكل لديهم أمام الناس ، لذلك ابق خفيف الظل حتي لا يتثقل منك أحد و يكره الجلوس معك .


كيف تتكلم بثقةالثقة بالنفس عامل مهم من عوامل النجاح في الحياة بشكل كبير جداً، حيث أن الثقة بالنفس تؤدي إلى قوة الشخصية وإلى التأثير في الناس، كما أنها تضفي نوعاً من الراحة النفسية على الإنسان في كل ما يقول أو في كل ما يفعله أو يؤديه من أعمال، حيث أن هذه الخصيصة تؤهل من يمتلكها إلى أن يعبر عن كل ما يجول في خاطره من أفكار مع ثقته التامة بصحة منهجه، وعدم إنكاره واحترامه للأفكار الأخرى المطروحة بالإضافة إلى انفتاحه الشديد والكبير على كافة الأفكار الأخرى مما يؤدي إلى تصحيح نفسه إن أخطاً التقدير في ظرف من الظروف. كما أنّ الثقة بالنفس تساعد الإنسان بشكل كبير جداً على الثقة بقدراته وبالتالي الاعتماد على نفسه في قضاء حاجاته الأساسية ومتطلباته، كما أن الثقة بالقدرات تدفع الإنسان إلى الوصول إلى أفضل حالاته من العطاء والإنتاج مما يؤهله إلى الوصول إلى طموحه وحلمه وهدفه المنشود. والثقة بالنفس لها علامات، من أهمها ثقة الإنسان أثناء حديثه، فثقة الإنسان في كلامه تبرز بوضوح شديد مدى ثقة الإنسان بما يحمله من أفكار ومعتقدات، فالواثق بصحة أفكاره يمكنه بكل بساطة أن يعبر عنها، ولكن في بعض الأحيان قد يكون ذهن الإنسان مشغولاً بشئ آخر، مما يظهره للناس بمظهر الإنسان غير الواثق بنفسه أثناء حديثه، لهذا يتوجب أن تقاس ثقة الإنسان بكلامه أو بنفسه ليس فقط من خلال موقف واحد، ولكن يجب أن يكون مقدار الثقة التي يمتلكها الإنسان مبنياً على مجمل المواقف. حتى يزيد الإنسان من ثقته بكلامه يتوجب عليه أولاً أن يسعى جاهداً وبكل وسعه إلى تطوير نفسه، وإلى تطوير صفاته الداخلية، كما ويتوجب عليه أن يكون قادراً على أن يمتلك أكبر قدر من المعرفة، فالمعرفة تظهر على الإنسان بشكل كبير جداً أثناء حديثه، مما يؤدي إلى زيادة نسبة ثقته بنفسه بشكل كبير جداً، فالعالم بالشئ ليس كالجاهل به، إذ إن العلم يضفي على الإنسان شخصية خاصة تظهر عليه بشكل جلي وواضح جداً خلال حديثه مع الناس. كما أنه ولزيادة ثقة الإنسان بنفسه أثناء كلامه توجب عليه أن يخالط أكبر عدد من الناس، بشتى أصنافهم وأفكارهم ومعتقداتهم، فهذا الأمر يساعد الإنسان على معرفة الطرق المختلفة التي يتعامل الناس بها كما أنّه يساعده بشكل كبير جداً على تطوير نفسه وبالتالي زيادة ثقته بنفسه بشكل كبير جداً عما سبق وكان عليه.

تعليقات

التنقل السريع