كيف تتعاملين مع تصرفات ابناءك الخاطئة والحسنة؟
سأحدثكم عن ابني. باختصار كل تصرفاته تقودني للجنون. يرفض أن يأكل الفواكه والخضروات، لا يسمع الكلام ولا ينفذ أيا منه، والأكثر من ذلك يتصرف مثل القرد على مائدة الطعام "ويبهدل الدنيا". تعبتِ من ماتشات الصراخ والمناهدة. وفي يوم، قررت أن أفكر في طريقة أخرى للتعامل مع هذا القرد الصغير، قررت أن استخدم "لوحة النجوم". فيحصل على نجمة في كل مرة يقوم بتصرف جيد. تصورت أن هذه هي الطريقة المثلى للتعامل معه وخصوصا بعد برنامج سوبرناني الشهير والتي تشجع فيه على استخدام الثواب بشكل دائم. ولكني قرأت أكثر في الموضوع ووجدت رأيا آخر يقول أن هذه الطريقة تفسد الأبناء.
الآثار السلبية لنظام النجوم
يقول أساتذة التربية أن استخدام نظام الثواب والعقاب في التربية هدفه تعليم "الطاعة"، وهو بذلك يعتمد على دوافع خارجية ألا وهي أدوات الثواب والعقاب على اختلافها، وبالتالي يعتبرونها شكل من أشكال التلاعب والضغط والإكراه. ودليلهم على ذلك هو أن المكافأة مفعولها قصير المدى، فبمجرد انتهاءها لن يكون لدي الطفل دافع للاستمرار في السلوك المطلوب منه.
هذا الرأي يتبنى فكرة ضرورة أن يتعلم الأبناء "القيم" ومعنى المسئولية والدوافع الذاتية. كل هذه المعاني يمكن أن يتعلمها الطفل بالتحدث إليه وتزويده بالأسباب المنطقية وتعريفهم بنتائج وعواقب أفعالهم ليتعلموا من ذلك كيف يتصرفون. في هذه الحالة، إذا كسر ابني طبقًا مثلا، فلا أعاقبه بالمنع من مشاهدة التلفزيون، وإنما أطلب منه أن يدفع ثمن الطبق.
ميرال، أم لتؤام يبلغان من العمر عشرة سنوات، لا تعاقب أو تكافئ أطفالها ولكنها فقط تتبع فكرة "الأسباب والعواقب" فإذا لم ينتهى أحدهما من الواجب المدرسي مثلا، سوف يقضي وقت اللعب في استكمال العمل على الواجب، وهكذا.
الأسباب والعواقب
ربما كان من الصعب استخدام هذا النظام، فهو ليس أسهل من نظام الثواب والعقاب ولكن إذا قررت التجربة، إليك بعض النصائح:
تكلمي مع ابنك واشرحي له خطأ تصرفه وكيف يمكن أن يصححه.
اعرفي الأسباب التي دفعت ابنك لمثل هذا التصرف. وهل كان لك دور بشكل مباشر أو غير مباشر، أو هل يحاول ابنك أن يقول شيئا من وراء هذا التصرف؟ هل يمكن معالجة مشكلة ما لا تجعله مضطرًا لهذا التصرف الخاطىء؟
هل أقر ابنك بخطأه ووعد بأنه سوف يصلحه؟ وهل يعرف كيف يفعل ذلك؟
الثواب والعقاب
نهى، أم لولدين أحدهما 8 أعوام والآخر 5 أعوام تستخدم الثواب والعقاب لتقويمهما. بجانب ذلك تقوم بشرح العواقب لابنها الكبير أولا ثم تشرح له العقاب والمكافأة بعد ذلك. فهو لن يأخذ الأمر مأخذ الجد إن لم تتم محاسبته ولن يتعلم على المدى الطويل. دعما لهذا الرأي تقول بعض الأبحاث أن الإنسان بطبيعته يبحث عن الثواب والعقاب في أي تصرف. وللتوضيح، هناك من البشر من لا يسرق لأنه يعرف خطأ هذا التصرف، في حين أن هناك من لا يرتدع إلا إذا هدد بالسجن.
إذا استخدمت أسلوب الثواب والعقاب عليكي مراعاة الآتي:
الاعتدال: لا تسرفي في العقاب أو الثواب. اختاري متى وماذا تعاقبين عليه او تثيبين عليه. فالإسراف يفقد المفعول.
التأكيد على الثواب أفضل من التأكيد على العقاب: راعي دائما أن تشكري وتستحسني التصرف الحسن وحاولي أن تتغاضي عن التصرف السىء ما أمكنكِ ذلك.
الرشوة: احرصي على ألا تتحول المكافأة إلى رشوة.
التنويع: نوعي في أساليب الثواب بما يناسب شخصية ابنك واحتياجاته. فإذا كان ابنك لا يحب الحلويات، فلا معنى أن تكافئيه بالحلوى.
لا تؤخري التصرف: بمجرد حدوث التصرف الخاطىء أو التصرف الحسن، تصرفي. لا تتركي الأمر يبرد، فالأطفال لن يدركوا لماذا انتظرتِ طويلا وأخرتِ الحساب.
كافئي المجهود بغض النظر عن النتيجة: وذلك حتى يتعلم ابنك أهمية أن يبذل المجهود وأنه أهم من النتيجة.
استمعي وابحثى عن الحلول أولا: اسألي ابنك لماذا ضرب أخته، ربما استفزته هي وضربته أولا.
لا تستخدمي المال كمكافأة: لا تستخدميه أبدا. لتكن مكافأتك حلوى أو زيارة للنادي أو ساعة زيادة لمشاهدة التلفزيون، ولكن ليس المال بأي حال من الأحوال.
لا تكافئى التصرف الطبيعي المعتاد: فإذا قام ابنك بالمذاكرة أو ترتيب سريره، فلا تكافئية. هذا دوره ويجب القيام به.
الصغار
من أصعب في التربية: البنت أم الولد؟
إذا جمعتك الفرصة بجلسة بين عدد من الأمهات، سوف تجدين النقاش يتعرض دائما للسؤال الشهير: أيهما أصعب في التربية، البنت أم الولد؟
لا تخلو النقاشات بين الأمهات من كل الثقافات والخلفيات من هذا السؤال. عليك أن تعرفي أن الإجابة عن هذا التساؤل تعتمد على ما تبحثين عنه ومتى. في هذا المقال نتحدث عما يمكن أن تتوقعيه من اختلافات بين الابن والابنة في مرحلة الطفولة المبكرة (من سن سنة إلى ما قبل المدرسة).
السلوك والطاعة
في العادة، تميل البنات إلى "سماع الكلام" أكثر من الأولاد عندما يتعلق الأمر بالانضباط والأوامر والطاعة. اتضح أن القدرة على الاستماع أفضل في البنات عنها في الأولاد (مما يجعل الأولاد أبرياء وكنا نظن أنهم يعصون الأوامر التي يسمعونها!). البنات لديهن حساسية أعلى في تمييز الكلام كما ان المراكز اللفظية في أدمغتهم تتطور أسرع. وهذا معناه أن ابنتك الصغيرة سوف تنتبه وتفهم كلامك (سواء كان مدحًا أو تحذيرًا) بشكل أفضل من ابنك.
أما بالنسبة للأولاد، فهم أقل قدرة على فهم الألفاظ في هذه المرحلة، ومتسرعين أكثر من البنات في تلك المرحلة السنية. لذلك فهم يستجيبون أسرع للتفاعل الجسدي أو عن طريق اللمس.
من يمشي أولا؟
البنات يتكلمن أولًا، والأولاد يزحفون ويمشون ويجرون في نفس توقيت البنات. مع ذلك فالأولاد يتفوقون على البنات عندما يتعلق الأمر بالقدرات الجسدية. لذلك عليك توفير الضمادات في البيت إذا كان لديك ولد.
يميل الأولاد إلى التشنج والركل والحركة أكثر من البنات. وكذلك يميل الأولاد إلى الهياج والتصرفات العدوانية أكثر. الرغبة في المخاطرة تسعد الأولاد أكثر، وهذا الأمر يجعل الأولاد أكثر ثقة بالنفس، وربما يجعل البنات أقل ثقة في أنفسهن.
بما أن الأولاد يميلون للمخاطرة والحركة المستمرة، عليك أن تشجعي ابنك على الهدوء والبطء أكثر. ومن ناحية أخرى عليك أن تشجعي ابنتك على المخاطرة مثل القفز والسباحة لأعمق نقطة في حمام السباحة.
العاطفة
صدقي أو لا تصدقي، قد يكون الأولاد في هذا السن عاطفيين أكثر من البنات. فالدراسات تؤكد أن الأولاد ينفعلون أسرع من البنات ويأخذون وقتا أطول في محاولة الهدوء والتخلص من الانفعال. حتى لو بدا أن ابنك يميل للهدوء وابنتك تحبط أسرع، فقد يكون الابن يواجه احباطًا وضغطًا أكبر ويداريه. فالأولاد يميلون لعدم التواصل والتعبير عن مشاعرهم، عكس البنات الذي لديهن قدرة أفضل في التعبير عن مشاعرهن.
الأولاد يميلون للشجاعة والتحدي. ويعبرون عن الخوف بدرجة أقل كثيرا. وهذا معناه أنهم يستجيبون أقل لأي محاولات أو تعبيرات توجه للتخويف أو التحذير. وعليه، سوف يتجاهل ابنك تحذيرك ويستمر فيما يفعله، بينما تستجيب ابنتك.
التواصل
من لحظة الولادة، تميل البنات إلى الاهتمام بالألوان والأشكال، ويميل الأولاد إلى الحركة. لذلك سوف تجدين ان ابنتك لديها قدرة أكبر وأطول على التواصل بالعينين أكثر من ابنك. وستجدينها تدرك وتستجيب لمختلف تعبيرات الوجه التي بدون كلام وكذلك الصوت.
كما قلنا، تفهم البنت الكلام أفضل من الولد. فهي تبدأ في الكلام قبل الولد غالبا (حيث تبدأ من سن ١٢ شهر، بينما يبدأ الولد في الكلام من سن ١٣ أو ١٤ شهر) وسوف تستمر في الكلام أكثر وأسرع من الولد بعد ذلك أيضا. في سن ١٦ شهر، تستطيع البنت أن تنطق ١٠٠ كلمة بينما يتكلم الولد ٣٠ كلمة. ولكن مع الوقت يختفي هذا الفرق.
وفي النهاية، ستميل البنت دائما للتعبير عن مشاعرها وملاحظة التفاصيل أكثر من الولد. وهذا يجعل للبنت قدرة أعلى على التواصل والكلام أكثر من الولد.
ما معنى كل هذا؟
كما نرى فالحال كما يبدو أن الأولاد يميلون للحركة أكثر والمخاطرة من البنات، عليك إذن أن توفري لهم البيئة المناسبة للجري واللعب والاسكتشاف. أما البنات فيملن أكثر للمشاعر والتواصل والكلام أكثر. فاستعدي لسماع كلمة "لماذا" من ابنتك كثيرا!
كيف تعالجين مشكلة الكذب عند الطفل ؟
إن للكذب أنواعاً مختلفة وهو يتنوع تبعاً لأسبابه، وأسبابه تهمك كثيراً لأن تحديدها سيساعدك على حل المشاكل جذرياً وليس حل ظاهرها فقط. إن أطفالنا معرّضون في هذه الحياة لظروف كثيرة ومستجدات متنوّعة تتحكّم في ردات أفعالهم، وبسبب بساطة خبرتهم في الحياة تكون أولى ردات فعلهم في كثير من الأحيان هي الكذب! علينا أن نتفهّم أطفالنا ونستوعب ما وراء سلوكهم لنستطيع تقويم سلوكهم الخاطئ المتجسّد في الكذب بأنواعه المختلفة:
الكذب التعويضي
وفيه يكذب الطفل للحصول على رضا والديه وإعجابهما به. ويكون ذلك بسبب "الحب المشروط" من قبل الوالدين٬ بمعنى أن يشعر الطفل أن والديه يحبانه لتفوقه دراسيا (مثلاً) فيلجأ إلى الكذب عند الحصول على درجة سيئة حتى يستمر حبهما له. وهو أمر نقع فيه كثيراً، فنسمع عبارات مثل إذا حققت كذا سأحبك أكثر. وهذا يترجمه الطفل بأن عليه أن يفعل هذا الشيء المطلوب منه حتى ينال الحب. وعليه فإنه قد يلجأ الطفل للكذب عند عدم تحقق الشرط الذي سيجعله والديه يحبانه. عليكِ كأم أن تقبلي طفلك وتحبيه كما هو. وأن تدعيه يعرف مقدار حبك له لأنه هو طفلك فقط ليس لأنه متفوق دراسياً.
الكذب لجذب الانتباه
ويلجأ إليه نوعان من الأطفال:
الطفل الأناني المدلل الذي يريد أن يظل موضع اهتمام والديه طوال الوقت فيكذب لجذب اهتمامهما حتى لو أغضبهما، فالمهم عنده أن ينال الاهتمام.
والطفل الذي لا يحصل على الاهتمام الكافي من والديه لتفضيلهما أخاً آخر عليه. فيلجأ للكذب للفت الانتباه. حتى لو كان ذلك لفت انتباه سلبي. إنه يناضل ويستعد لفعل أي شيء ولو كان قبيحاً لجذب اهتمامك به، إن صوته الباطني يقول لك "أنا هنا٬ أريد اهتماماً".
ولا شك أن الطفل المدلل بحاجة إلى ضوابط جديدة لئلا يظل معتاداً على عطاء متدفق قد يضره يوماً من الأيام، وأن الطفل الذي لا يحصل على الاهتمام الكافي بسبب أخ أصغر أو أكبر أو بسبب ظرف آخر، بحاجة إلى أن تعطيه من اهتمامك قبل أن يلجأ إلى الكذب كوسيلة لطلب العناية.
الكذب الانتقامي
وهذا النوع هو تطور ما بعد الكذب لجذب الانتباه٬ فإذا كَثُر الاهتمام بطفل دون آخر ومقارنته بأخيه الأفضل، يلجأ الطفل للكذب وإلقاء أخطائه على أخيه ليقع عليه العقاب. ولتجنّب هذا، عليك أن تتذكر ضرورة العدل والمساواة بين أبنائك.
الكذب الدفاعي
وهذا الكذب يشكل 70% من الكذب عند الأطفال وذلك لكي يتجنّوا العاقبة الوخيمة المحتملة عند عمل خطأ ما. إذ أن الآباء يريدان من أبنائهم أن يكونوا من أفضل الناس٬ ويضعون عقابات صارمة للغاية عند اقتراف الطفل أي خطأ ولو صغير. وهنا يقال لك أيها الوالد احترس، فأنت بهذه الطريقة قد تجعل ابنك يكذب ليتجنب العقاب. فهو يخاف من قول الحقيقة لئلا ينال عقابه من الضرب أو الحرمان أو العزل أو أي عقاب قاس.
الكذب الادعائي
وهذا النوع يظهر على الأغلب في سن المراهقة، فيدعي الطفل امتلاك ما ليس عنده أمام أصدقاؤه. وهذا الكذب يكون نتيجة الشعور بالنقص والحرمان فيبالغ بما يمتلك رغبة منه في مجاراة اصدقاؤه. وقد يكون الكذب الادعائي لاستدرار العطف كأن يدعي الطفل المرض لينال عطف والديه٬ أو يكذب لتجنب مواجهه ما يكره فيدعي المرض مثلا حتى لا يذهب إلى المدرسة.
الكذب الغرضي
وهو الكذب للحصول على شيء يعرف أنه لن يحصل عليه إلا بالكذب٬ كأن يدعي أن المدرسة طلبت نقوداً لرحلة مدرسية وهو يرغب في شراء الحلوى أو لعبة يرفض الوالدين شراءها له. وسبب هذا الكذب هو الحرمان من أشياء كثيرة يرغب فيها أو فقدان الثقة في الوالدين.
كذب التقليد
وهنا يرى الطفل والديه والناس من حوله في المجتمع والمدرسة يمارس الكذب فيبدأ بتقليدهم فيكذب بدون سبب وإنما لمجرد التقليد.
الكذب لمقاومة السلطة
ويلجأ إليه الطفل حين يعيش تحت سلطة قاسية ومتسلّطة، فأبواه يرسمان له طريقاً للدراسة والتعامل مع الحياة، وليس مسموحاً له أن يكون له أي خيارات ذاتية، لذلك فهو يطيعهما في الظاهر ويفعل ما يريد خلف ظهرهما ويملأ الفجوة بين الظاهر والباطن بأكاذيب يخترعها. فمثلا تسأله أمه عن درجة امتحان الشهر فيعطيها الشهادة وقد قام بتغيير الدرجات بقلمه حتى تقترب من الدرجات النهائية التي تريدها الأم. إن الأمر هنا يتطلب جهد الوالدين في ضبط أنفسهما وتحكماتهما بحيث لا يلغيان شخصية الطفل وخياراته الذاتية ويعطيانه فرصةً لكي يكون هو نفسه، ويتقبلان صعوباته وقدراته بشكل واقعي.
كيف نزرع قيمة الصدق في الطفل لنقيه مرض الكذب
الصدق بالقدوة
عندما يبدأ الطفل بالتمييز بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح٬ بين ما هو صدق وما هو كذب٬ يصبح أول ما يلاحظه هو والداه. هل رآك طفلك يوماً تقولين لأخيه: رد على الهاتف وقل إني غير موجودة؟ أو افتح الباب وقل إني نائمة؟ هل قلت لطفلك من قبل: إذا قمت بكذا سأكافئك بكذاثم اتضح له فيما بعد أنك لم تفِ بوعدك له؟ هل خرجتما معاً وهو يظن أنه سيذهب للعب ثم اكتشف أنك خدعته وأخذته إلى الطبيب؟ هل قدّمت له ملعقة دواء وقلت له إنه لذيذ، ثم تفاجأ بأن الطعم كريه! إن مثل هذه الأفعال هي من الأخطاء التي قد نقع فيها جميعاً في تعاملنا مع أطفالنا. وعندها يبدأ جهاز الاستقبال عند الطفل بملاحظة هذا الكذب -المبرر- الذي تمارسينه أنت فيترجمه طفلك على أنه سلوك مقبول.
تشجيع الصدق بالمكافأة
حبّذا أن نسارع إلى مكافأة الطفل على صدقه فنشجّعه على قول الحقيقة كما نسرع إلى معاقبته عادةً. لم لا تعمل جدولاً للمكافأة على الصدق. فليكن هناك جدول جذاب أسبوعي يقوم الطفل بوضع علامات لنفسه على صدقه٬ ثم تتم مكافأته على صدقه.
القصص والمواقف
إن جميع الأطفال تعشق القصص وتهوى الحكايات، ونجد أن الطفل ينتظر قصة ما قبل النوم التي يرويها أحد الوالدين بفارغ الصبر، إنها تشبعه عاطفياً وتشكل أفكاره لا إرادياً. إنها فرصة مناسبة للغاية لغرس قيمة الصدق في نفس الطفل٬ سواء عن طريق قصة خيالية كراعي الغنم الكذاب أو عن طريق قصة حقيقية في التاريخ، وقد يكون مناسباً أن تحكي له مواقف مررت بها أنت شخصياً استفدت فيها من الصدق. ولتكن قصصاً مشوقة مثيرة لخيال الطفل، اجعليه يشارك فيها ويتفاعل معها ويتوقع نهايتها. وبعد ذلك قد يتفاعل ويحكي لك هو قصة سمعها أو موقفاً مرّ به وكان الصدق سبب نجاته، أو قام بالكذب فيه لأنه لم يعرف كيف يتدبر أمره٬ لكن تذكر، إن هذه الجلسة تعتبر جلسة صراحة وتواصل فلا توقع عليه العقاب لأنه اعترف.
جو الحبّ والسلام يشعّ صدقاً
كوني صديقة لطفلك منذ اللحظة الأولى وأعطيه الكثير من الحب٬ أشبع حاجته من الاهتمام والرعاية٬ ساوي بين أطفالك في المعاملة٬ لا تُقللي من قدر طفلك٬ ولا تقارن بين أطفالك٬ امدحي أفعال كل واحد منهم على حدة٬ إلعبي معهم٬ احكي لهم حكاياتك، واستمعي لحكاياتهم. إن هذا كله يقيهم من الوقوع في دوامة الكذب. لأن الكذب قد ينشأ نتيجة الإهمال وعدم الإشباع العاطفي. لا تجعلي دورك معه هو الأمر والنهي٬ وافعل ولا تفعل فقط٬ جربي مصادقة ابنك.
إنك -ومن خلال صداقتك لطفلك- علّميه الصواب والخطأ٬ علّميه أن كل انسان يُخطئ٬ وبإمكاننا أن نسامحه٬ علّميه تصحيح الخطأ٬ علّميه أن الصدق يُنجيه دائماً. على كل أسرة أن يجتمع أفرادها (الأب والأم والأطفال) على الأقل 10 دقائق كل يوم ليتشاركوا أحداث اليوم. إن هذا كفيل بتنمية الحب والترابط والثقة فيما بينهم٬ وهو فرصة جيدة لتوجيه الطفل نحو القيم جميعها.
الصغار
كيف أفرق بين كذب طفلي وخياله الواسع؟
أحضرت لطفلتي الصغيرة قصة تدور حول الكذب، وكيف أنّه عادة مكروهة تؤثر على الجميع بطريقة سيئة، اقرأها لها يوميًا رغم أنّها لا تعي هذا الأمر بعد، ولكنني أعرف أن الكذب من العادات التي تبدأ بشكل مرح وصغير مع الأطفال، حين يبدؤون في اختلاق الحكايات ومعالجة مشكلاتهم الصغيرة من خلال اللجوء للكذب، حتى لو كانت كذبات صغيرة وعفوية، وإن تم إهمالها ستكبر وتصبح عادة سيئة في الطفل بالتأكيد.
كيف تتعامل الأم بحكمة مع كذبات طفلها الصغيرة وتُفرّق بينها وبين الخيال الواسع؟
منذ أن يعي الطفل ما حوله ويبدأ في الكلام وحتى سن السادسة تقريبًا لا يُفرّق الطفل بين الحقيقة والخيال٬ ويكون عقله خصبًا بالأحداث والقصص الخيالية، وربما الأصدقاء الخياليين أيضًا، وعندما يختلق الأطفال قصصًا خيالية أو يبالغون في تفاصيل شيء ما، فإنهم على الأغلب يعبّرون عما يتمنّون حدوثه، لذلك سيكون من الخطأ الفادح أن يؤنّبوا على ذلك أو يعاقبوا على أنهم كاذبين.
لذا الحل في هذه المواقف ألا تعاملي طفلك على أنه كاذب، لا تضخمي الأمور ولا تعطيها حجمًا كبيرًا، فقط انظري إليه بجديّة وقولي له إنه من الخطأ أن نكذب، وعلينا دائمًا أن نقول الحقيقة، وقد يكون من المناسب أن تعبّري لطفلك كم أنتِ سعيدة به عندما يقول الصدق، وأن عدم قول الصدق يجعلك غير مرتاحة أبدًا.
عليكِ كأم أن تنتبهي إلى كذب طفلك، وأن تحدّدي سبب كذبه، وتعرفي بالتالي نوع كذبه، إن معرفة سبب الكذب أهمّ من الكذب في حد ذاته، إنكِ عند بحثك عن محرّك الكذب وسببه ستكتشفين خلفيات الموضوع، وستدركين تفاصيل مهمة تتحكم في سلوك ابنك، وعندها ستستطيعين حل مشكلة الكذب ومعالجتها.
تقول الأبحاث إن الأطفال الذين يلجأون للكذب في سن صغيرة يتمتعون بذكاء أكبر من أقرانهم الذين لا يكذبون، على الرغم من أن الكذب عادة بغيضة، ولكنه يدل على ذكاء طفلك وسعة خياله، لذلك تعاملي بحرص وحكمة مع كذباته الصغيرة، وحاولي التفريق بين الكذب وتعبيره عن أحلامه وخيالاته.. لا تصفيه أبدًا بالكاذب أو سيئ الخلق، حتى لا ترسخي هذه الصفة في ذهنه، بل حاولي توضيح قيمة الصدق والصراحة له من خلال المواقف اليومية التفاعلية.
كوني قدوة لطفلك، فكذباتك الصغيرة أمامه تجعله يلجأ لمثل هذا الأمر، مثل إنكاره لوجودك عند التحدث على الهاتف أو وعده بشيء ومخالفة هذا الوعد.. وهكذا وحتى إن كانت كذبات مرحة وعفوية، حاولي تجنبها كي لا يقلدك.
وأخيرًا، فإن جميع الأطفال يعشقون القصص ويهوون الحكايات، إنها فرصة مناسبة للغاية لغرس قيمة الصدق في نفس الطفل، سواء عن طريق قصة خيالية كراعي الغنم الكذاب أو عن طريق قصة حقيقية في التاريخ، وقد يكون مناسبًا أن تحكي له مواقف مررتِ بها أنت شخصيًا واستفدت فيها من الصدق، ولتكن قصصًا مشوقة ومثيرة لخيال الطفل، اجعليه يشارك فيها ويتفاعل معها ويتوقع نهايتها. وبعد ذلك قد يتفاعل ويحكي لكِ هو قصة سمعها أو موقفا مرّ به وكان الصدق سبب نجاته، أو قام بالكذب فيه لأنه لم يعرف كيف يتدبر أمره، لكن تذكري، إن هذه الجلسة تعد جلسة صراحة وتواصل، فلا توقعي عليه العقاب لأنه اعترف بكذبه.
الصغار
"بفش غلّي في ولادي".. كيف لا تؤثر الخلافات الزوجية على علاقتي بهم؟
الصراخ في الطفل لأنه "طالع لأبوه"، أو ضربه بعنف غير مبرر لسبب تافه، كأن الأم "بتفش غلها" بالمصطلح الدراج، وكذلك محاولة استمالة الطفل نحو أحد الوالدين كلها مظاهر لعدم الفصل بين علاقتك بطفلك وعلاقتك بأبيه.
يقع كثير من الأمهات في هذا الفخ نتيجة الضغوط التي يتعرضن لها بسبب الخلافات مع الآباء، أو نتيجة للضغوط المجتمعية، وأحيانًا يكون شعور الأم بأن وجود الطفل هو السبب الرئيسي لاستمرارها في زيجة لا ترضى عنها، ما يولد داخلها شعورًا بالغضب الذي تصبه على صغارها دون وعي منها، وكأنها تسقط عليهم سخطها تجاه أبيهم.
وقد يتطور هذا الوضع في حالات الطلاق، فتجد الأم أنها تتعامل مع الأطفال، باعتبارهم ذيول لصفحة ماضية، ترغب في التخلص منها، ما ينعكس بشكل سلبي على علاقة الأبناء بها ويفقدهم ثقتهم فيها.
- تذكري أن علاقتك بأبنائك علاقة حب غير مشروط، وأنكِ حين تربطين تعاملك معهم بمشاعرك تجاه زوجك، تفرضين نمطًا غير صحي للعلاقة بينك وبينهم، ما يؤثر عليهم بشكل سلبي وقد يتسبب في تبعات نفسية خطيرة.
- ذكري نفسك دائمًا بأن أبناءك غير مسؤولين عن خياراتك في الحياة، حتإليكِ بعض النصائح التي تجعلك تفرقي بين علاقتك بزوجك وعلاقتك بأبنائك:ى إذا اخترتِ أن تحافظي على الزواج من أجل الأبناء تجنبي تبني دور الأم المضحية، وتذكري أنكِ مستمرة في الزواج ﻷجلهم لا بسببهم، وأن هذا اختيارك.
- لا تستغلي علاقتك بأبنائك في النيل من زوجك، عن طريق استمالتهم إليكِ أو إلى عائلتك وإبعادهم عن عائلة زوجك، ما يخلق مناخًا غير صحي لتربية الأطفال.
- احرصي على وجود علاقة صداقة قوية بينك وبين أبنائك، خاصة في مرحلة المراهقة والمراحل العمرية التي تليها، لكن تذكري أيضًا أنهم أبنائك ولا يمكنك أبدًا استغلالهم في الفضفضة أو الشكوى من مشكلاتك الزوجية.
- في حالة الطلاق، احرصي على استمرار العلاقة السوية بين أبنائك وأبيهم، وتجنبي تمامًا إشراكهم في أي خلافات بينكما، خاصة الخلافات المادية.
تعليقات
إرسال تعليق