الكثير من المرضى المصابين بالمس و العين و السحر يعتقدون أن الرقية تكون نافعة كلما صرخ الجني أكثر أو تعسر المريض أو تخبط أكثر ، و هذا خطأ كبير تسبب فيه بعض المعالجين الذين يخلطون في علاجاتهم بين الوهم و الحقيقة . فالتخبط و التلبط و الصراخ و البكاء و الضحك و الكلام في وقت الرقية الشرعية لا علاقة له بالشفاء بل هو مظهر من مظاهر المرض ، أي أنه دليل على أن المريض مازال مريضا . فنرى بعض المعالجين يتفاخرون بأن الشيطان نطق على لسان المريض أو أن المريض يتألم أو يتلوى من الألم . و لكي يتضح مقالي فإنني أضرب مثالا بالطبيب العضوي ، فالطبيب الناجح ليس هو الذي يتلوى عنده المريض بالألم ، و تألم المريض كذلك لا يعني أن الطبيب طبيب فاشل ، بل إن تألم المريض و عدم تألمه لا يحددان نجاح الطبيب من فشله بل الذي يحدد مقدار النجاح الذي حققه الطبيب هو تعافي المريض و تناقص آلامه بإذن الله تعالى . و هذا هو المطلوب في حالات الإصابة بالمس و العين و السحر . فالراقي الشرعي الناجح ليس هو الذي يتكلم مع الشيطان أكثر و ليس هو الذي يزعج برقيته المريض حتى يتألم و يتخبط ، بل هو الذي يوفقه الله تعالى لمساعدة الممسوس أو المسحور أو المعيون على التخلص التام من هذه الأعراض .
و لذلك فإنني أنصح المرضى الذين ابتلاهم الله تعالى بالمس أو العين أو السحر أو الحسد بأن لا يعتقدوا أن تكلم الشيطان على لسانهم أو تخبطهم بسبب الرقية الشرعية هو المؤشر الصحيح على شفاءهم ، و لا على أن هذه الرقية شرعية و صحيحة تماما ، فالشياطين يحضرون حتى في رقى الجاهلية و حتى بالرقص و الطبل و بالذبح لغير الله و بالتوجه للسحرة و المشعوذين .
و هذه الأمور قد شرحتها في هذا المقطع الذي أتمنى من الله أن يكون فيه النفع و الخير لكم . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
تعليقات
إرسال تعليق