القائمة الرئيسية

الصفحات

يَاسْ لُو كَان - أشرف لكنيزي 

إستعار مؤخرا رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران , الجملة الشهيرة التي إستعملها باراك أوباما في حملته الإنتخابية و التي قادته لرئاسة أكبر قوة إقتصادية و سياسية في العالم , هل حقا إختيار حزب العدالة و التنمية صائب , عندما يستنسخون شعار الحملة الرئاسية بالولايات المتحدة الأمريكية , هل حقا نحن نستطيع كما تدعي يا سيدي رئيس الحكومة ؟ من وجهة نظري البسيطة كمواطن مغلوب عن أمره سأعوض شعاركم يَاسْ يُو كَانْ بِيَاسْ لُو كَانْ . 
يَاسْ لُو كَانْ أبعدتم الدين من شعاراتكم الإنتخابية و المتاجرة به لكسبتم تواب الأخرة قبل الدنيا , فالدين بعيد عن رسالتكم , و قيمكم , ففي عهد حكومتكم الموقرة دافعتم عن الحداثة العوجاء , و الانفتاح المتهور , حتى أصبحنا نستحي أن نشاهد برامج و سهرات تخدش بحياء الأسرة المغربية , و وزيركم المتربع على عرش وزارة الإتصال , لم يحرك ساكنا هل كان سيلتزم الصمت لو كان في صف المعارضة ؟ طبعا الجواب ببساطة لا , لأنكم تركتم مرحلة المعارضة و الدفاع عن مصالح المواطنين , و النضالات الزائفة ورائكم , و أنتم اليوم تستمتعون بمناصبكم الجديدة , بعدما غيرتم بدلكم البالية , ببدل البورجوازية , و امتطيتم سيارات فاخرة و مكيفة , أنستكم حر الفقر الذي لازال يتخبط فيه المواطن البسيط . 
يَاسْ لُو كَانْ تنازلتم عن مبدأ عفا الله عما سلف , حتى لا يرتاح ناهبوا خيرات الوطن , في دنياهم قبل اخرتهم , فعفوتم عن ناهبي الوطن , و لم تربطوا مسؤولياتهم بمحاسبتهم , وجعلتوهم يسعون في أرض الوطن فسادا , دون حسيب و لا رقيب , و كسرتم ظهر المواطن البسيط و المستضعف , بالزيادات المتكررة , حتى أصبح إنسان مغلوب على أمره في وطن المتناقضات . 
و تأتي اليوم و تقول لنا أنك تخاطبنا من منبر الشعب , و بصوتنا و أنك واحد منا , عذرا سيدي رئيس الحكومة أنت لست منا و نحن لسنا منك , أنت تسامح سارقي الوطن و تثقل كاهلنا نحن المستضعفين , أنت تفوت صفقات تجارية و ربحية , لشركات باسمك و باسم أقاربك , يتقاسموا كعكة الوطن , و نحن نصطف في الشوارع العامة نأخذ وابل من السب و الضرب و الشتم , في سبيل المطالبة بالعيش الكريم و الحق في الشغل , أنت و أبناء وزارتك تستفيدون من منح دراسية ليست من حقكم , ونحن نصطف في الكليات ننتظر لشهور صرف منح لا تلبي حاجيات المطبوعات و البحوث التي أكلت من صحة أبصارنا , و جيوب أسرنا , أنت تحجز مقصورات القطارلشبيبتك حتى لا تتكلف عناء السفر و هي تتنقل لحضور مؤتمرها الحادي عشر , و نحن نقضي يوم بأكمله تحت أشعة الشمس الحارقة ننتظر قطار أخر يحملنا إلى منازلنا .
تمنيت أن تكون صريحا و لو مرة واحدة في حياتك مع نفسك , و ليس مع شعب مستضعف و إخترت شعار يَاسْ لُو كَانْ عوض الشعار الأمريكي يَاسْ يُو كَانْ .

يَاسْ لُو كَان - أشرف لكنيزي 

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع