القائمة الرئيسية

الصفحات

"جمهورية" لمريجة في حاجة لدموع بن كيران - مولاي التهامي بهطاط

"جمهورية" لمريجة في حاجة لدموع بن كيران - مولاي التهامي بهطاط
المكان: جماعة لمريجة...إقليم جرسيف..
الزمان: أي يوم من أيام الله باستثناء يوم الخميس الذي يصادف السوق الأسبوعي..
المناسبة : الحديث عن الجهوية واللامركزية..
مشهد مألوف لكل من قدر عليه المرور بهذه "القرية".. قرية الاشباح .. التي تذكر بأفلام الويسترن الامريكية.. بل تصلح ديكورا طبيعيا لتصوير أفلام عن قحط الصومال وحتى عن حروب قريش القديمة ورحلة الشتاء والصيف..وعاد وثمود..
فجفاف الطبيعة .. وفقر الساكنة انضافت إليه هموم الإدارة الجماعية..
المواطن هنا مازال يسمي الإدارة "البيرو".. وهو لا يقصد المكتب، بل "بيرو عرب" الذي جاء به الاستعمار ورحل دون ان يأخذه معه.. مع الاعتراف بأن إدارة الحماية كانت أفضل وأرقى..
المواطن هنا يعاني مع الإدارة رغم ان احتياجاته الإدارية بسيطة ..إما عقود ازدياد أو شواهد إدارية عادية جدا..
المواطن يعاني لأن الإدارة الجماعية تعتمد توقيتا إداريا مخالفا لما قررته حكومة الرباط.. ليس فقط بالنسبة لأوقات الدخول والخروج بل لأن بلاغ وزارة مبديع حول إضافة ستين دقيقة لتوقيت غرينيتش لا مفعول له هنا .. لأن الجميع يضبط ساعته على التوقيت القديم..
وعلى الأقل في هذه الجماعة تتوحد ساعة الفلاح مع ساعة الموظف...
المواطن يعاني .. لأن المصادقة على الوثائق تتطلب "وساطة" لأن بإمكان موظف جماعي عاد أن يرفض القيام بهذه المهمة اعتمادا على اجتهاد شخصي .. وهنا إما يضطر صاحب الحاجة للتنقل إلى عاصمة الإقليم وقطع أكثر من 40 كلم للحصول على المراد.. أو عليه استعمال "وسطاء الخير".. لتليين المواقف المتصلبة..
المواطن يعاني لأن الحصول على شهادة إدارية بسيطة خاضع لمزاجية "التقني" أو "صاحب التوقيع".. الشيء الذي يحول إجراء عاديا إلى أزمة أممية..
المواطن يعاني لأن عقود الازدياد الصادرة من هذه الجماعة تحتاج إلى الاستعانة بخبراء الخطوط في الشرطة العلمية لفك طلاسمها..
والمواطن هنا ورغم كل هذا لا يحتج مع أنه منسي ومهمش.. ولا يبكي معه أحد في نوائبه..
المواطن هنا لا يكلف الدولة شيئا ولا يطلب منها شيئا..
المواطن هنا لا يتمنى أن يفيق ذات صباح على خبر يقول إن وزير الداخلية تخفى في هيئة فلاح بسيط وجال بين دروب الإدارة الجماعية الفارغة حتى حدود الساعة العاشرة (الجديدة ماشي القديمة) ووقف على معاناة المواطنين مع شعار "إدارة القرب"...
المواطن هنا لا يتمنى أن يكون له نصيب من دموع رئيس الحكومة حين يستحضر أنه سيحاسب على بغلة عثرت في "أنفكو" .. فليست دواب لمريجة وحدها التي تتعثر.. بل حتى رجالها ونساؤها وأطفالها قبل بغالها وحميرها..
المواطن هنا يخشى أن يتكرر سيناريو "الناظر" المصري الذي باع مدرسة عمومية في الصعيد "الجواني" لأن وزارة التعليم "نسيتها" ..ولأن القرية برمتها كانت خارج تغطية "الحكومة"..
المواطن يخشى -في زمن الحديث عن اللامركزية والجهوية الموسعة- أن تتحول لمريجة أو مهريجة أو معريجة أو معريدجة تعددت الأسماء والمسمى واحد .. إلى "جمهورية".. بما أنها لا تخضع حتى للتوقيت الرسمي للمملكة؟
ختاما..
كاتب هذه السطور ليس متحزبا ولا مرشحا ولا مصوتا ولا مساندا لمرشح ولا مشجعا على التصويت.. بل هو على مذهب الشيخ محمد عبده في السياسة..
"جمهورية" لمريجة في حاجة لدموع بن كيران - مولاي التهامي بهطاط

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع