مُقدِّمة
تحدث القيلةُ المثانية عندما تبدأ المثانة بالانحناء باتجاه الخلف، وتضغط على الجدار الأمامي للمهبل. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم ما هي القيلة المثانية، وكيف يجري تشخيصها ومعالجتها.
لمحة عن تشريح الجهاز البولي للمرأة
لمحة عن تشريح الجهاز البولي للمرأة
"ينحصر" الجهازُ التناسلي للأنثى بين الجهاز البولي والجهاز المعوي. ويكون الجهازُ البولي في الأمام، بينما يقع الجهاز المعويُّ وراء الجهاز التناسلي. يتكوَّن الجهازُ التناسلي للأنثى من المبيضين وقناتي فالوب (البوقين) والرحم والمَهبِل. تصل قناتا فالوب المبيضين مع الرحم، ويصل المَهبِل و الرحم مع خارج الجسم. يتكوَّن الجهاز البوليُّ من الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل. ويصل الحالبان بين الكليتين والمثانة، ويسمح الإحليل لنا بتفريغ البول من المثانة إلى خارج الجسم. ينتهي الجهاز المعوي بالقولون السيني والمستقيم والشرج على التَّرتيب. تكون مُقدِّمة الجزء الأمامي من المَهبِل على مقربة من المثانة. أمَّا الوجه الخلفي من المَهبِل فهو قريب من القولون السيني والمستقيم. هناك منطقةٌ من الأنسجة معروفة باسم اللفافة، تقع بين الجزء الأمامي من المهبل والمثانة. تمنع اللفافة وعضلات المَهبِل المثانة من الضغط على المَهبِل.
القيلةُ المثانيَّة
القيلةُ المثانيَّة
تحدث القيلةُ المثانيّة عندما لا تعود عضلات المَهبِل واللفافة قادرة على المحافظة على المثانة مدفوعةً إلى الأمام. عندما تصل عضلات المهبل واللفافة إلى مرحلة تصبح فيها عاجزة عن المحافظة على المثانة في مكانها، فإنَّها تبدأ بالانحناء باتجاه الخلف دافعة في طريقها الجدار الأمامي للمهبل. قد تحدث القيلةُ المثانيَّة نتيجة الإجهاد الذي تتعرَّض له العضلات في أثناء الولادة. كما أنَّ هناك أنواعاً أخرى من الإجهاد يُمكن أن تؤدِّي إلى حدوث القيلة المثانيَّة أيضاً، كحمل الأشياء الثقيلة أوالإجهاد المُتكرِّر في أثناء التغوُّط. تقسم القيلة المثانيَّة إلى ثلاث درجات أو مراحل: الدرجة الأولى حيث تتدلَّى المثانة مسافةً قصيرة ضمن المهبل. وفي الدرجة الأكثر شدَّة، وهي الدرجة الثانية للقيلة المثانية، تغوص المثانة ضمن المهبل حتَّى يمكن أن تصل إلى فتحة المَهبِل. أمَّا الدرجة الأشدّ، وهي الدرجة الثالثة، فإنها تكون عندما تبرز المثانة نحو الخارج من خلال فتحة المَهبِل. ويمكن أن تسبِّب هذه الحالة شعوراً بعدم الراحة ومشاكل في تفريغ المثانة. كما يُمكن أن يلتقط البول المتبقِّي بعد التبوُّل في المثانة العدوى عندما لا يجري إفراغُ المثانة بشكل تام في أثناء التبوُّل. إنَّ إصابة المسالك البولية بالعدوى يُمكن أن تؤدِّي، إذا لم تتمَّ مُعالجتها، إلى التبوُّل المتكرِّر وإلى الألم في أثناء التبوُّل. كما أنَّها يمكن أن تؤدِّي إلى انتشار العدوى في جميع أنحاء الجسم أيضاً. يمكن أن تسبِّب القيلةُ المثانيَّة تسرُّبَ البول أيضاً عندما تضحك المرأة، أو تعطس أو تسعل، وهذا ما يُسمَّى "سلس الإجهاد أو السلس الجهدي". كما يُمكن أن تسبِّب القيلة المثانيَّة المشاكل والألم في أثناء الجماع أيضاً. وقد تصبح الممارسة الجنسية غير مُمكنة في الحالات الأكثر تقدُّماً.
تشخيص
تشخيص
القيلة المثانيةقد يكون الطبيبُ قادراً على تشخيص الدرجة الثانية أو الثالثة من القيلة المثانية من خلال وصف الأعراض والفحص السريريِّ للمهبل، لأنَّ الجزء المُتدلِّي من المثانة يكون مرئياً. إنَّ تَصوير المَثانَة والإِحليل الإِفراغِي هو فحص يجري بواسطة التقاط صور بالأشعَّة السينيَّة للمثانة في أثناء التبوُّل؛ حيث تُظهر الأشعَّة السينيَّة شكل المثانة، وتتيح للطبيب رؤية أيَّة مُشاكل ربَّما تُعيق التدفُّق الطبيعي للبول. ومن الفحوص الأُخرى التي قد تكون ضروريَّة لإيجاد أو استبعاد المشاكل في أجزاء أُخرى من الجهاز البولي:
تنظير المثانة، حيث يقوم الطبيبُ بالنظر إلى المثانة من الداخل بواسطة منظار خاص.
الدراسات الديناميكية لعمليَّة التبوُّل والتي تسمح للطبيب بدراسة كيفيَّة إفراغ المثانة.
علاج القيلة المثانية
تنظير المثانة، حيث يقوم الطبيبُ بالنظر إلى المثانة من الداخل بواسطة منظار خاص.
الدراسات الديناميكية لعمليَّة التبوُّل والتي تسمح للطبيب بدراسة كيفيَّة إفراغ المثانة.
علاج القيلة المثانية
تتفاوت خياراتُ المعالجة للقيلة المثانيَّة بين عدم إعطاء أيِّ علاج في القيلة الخفيفة من الدرجة الأولى، وبين اللجوء إلى الجراحة في حالات القيلة الشديدة من الدرجة الثالثة. إذا لم تكن القيلة مُزعجةً للمريضة فقد يكتفي الطبيب بنصحها بأن تتجنَّب حمل الأشياء الثقيلة أو الإرهاق الذي يجعل حالتها تزداد سوءاً. يُمكن أن تساعد مجموعةٌ من تمارين عضلات الحوض، تُعرف باسم تمارين كيجل، على تقوية عضلات المثانة والمهبل وتخفيف بعض الأعراض. يمكن للطبيب، إذا ظهرت أعراض مزعجة غير شديدة، أن يوصي بوضع فرزجة. والفرزجةُ هي جهاز يوضَع في المهبل للمحافظة على المثانة في مكانها. إنَّ الفرازج مُتوفِّرة بمجموعة متنوعة من الأشكال والأحجام لتناسب وتعطي أكبر قدر مُمكن من الراحة للمريضة. ولك، يجب إزالة الفرزجة بانتظام لتجنُّب حدوث العدوى أو التقرُّحات. قد تحتاج القيلةُ المثانيَّة الكبيرة إلى إجراء عمليَّة جراحيَّة لإبعاد المثانة عن المَهبِل وتدعيمها للبقاء في مكانها الطبيعي.
الخلاصة
الخلاصة
تحدث القيلةُ المثانية عندما تبدأ المثانة بالانحناء باتجاه الخلف وتضغط على الجدار الأمامي للمهبل؛ وهي قد تحدث بعد الولادة. قد تتضمَّن طُرُق المعالجة القيام ببعض التمارين، أو استعمال أداة خاصَّة تُدعى الفرزجة، أو اللجوء إلى الجراحة، وذلك حسب شدَّة حالة القيلة المثانيَّة.
تعليقات
إرسال تعليق