في نهاية القرن الماضي تعرضت جمهورية الشيشان الإسلامية لأبشع الحملات العسكرية من طرف العملاق الروسي ، حيث أن روسيا أرادت ضم الشيشان إليها و أبا المسلمون الشيشانيون الانصياع لرغبات روسيا العملاقة ، و لم يتمكن الشعب الشيشاني الضعيف و الفقير من مقاومة الجبروت الروسي ، حتى سخر الله عز وجل للشيشان رجلا بألف رجل ، كان سببا في خلاص شعبها و استقلال أرضها و انهزام عدوها الروسي .
من هو هذا البطل الشجاع الذي سيغير الله عز وجل على يده التاريخ؟ إسمه الكامل سامر السويلم و لقبه خطّاب ، شاب في الثلاثينات من عمره شارك في الحرب الروسية الأفغانية منذ أن كان عمره 18 سنة ، و بعد انتهاء الحرب الروسية الأفغانية شاهد على التلفاز صورا للشيشانيين وهم يلبسون لباسا إسلاميا و يرفعون رايات مكتوب عليها : لا إلاه إلا الله . فقرر الشاب الفتي أن ينتقل إلى الشيشان ليعين الشيشانيين على تدريب أنفسهم ، و لم ينو خطّاب أن يؤسس جيشَ تحرير أو أن يكون السيف الذي سيقطع يد الروس الطويلة . و بعد وصوله للشيشان بعد معاناة كبيرة ، جمع حوله بعض المقاتلين العرب و بعض الشيشانيين ، فدربهم و علمهم كيف يصنعون السلاح اليدوي و باعوا ملابسهم و أبقارهم و حليهم و اشتروا سلاحا و عتادا صناعيا ، و خطط الشاب المتمرس خطة عسكرية لا تخطر في بال الروس و لا في بال الشيشانيين البسطاء ، فتعرفت روسيا بذهول على منفذ الكمين الذي قتل فيه ما لا يقل عن 100 جندي روسي و تدمرت أكثر من 40 آلية عسكرية و تم أسر بعض الجنود ، و طالب الشعب الروسي بتفسير لما وقع فأجابهم الشاعر بقوله :
الروس تحفر قبرها بشمالها *** فيمينها قد شلها خطّاب
اعتمد خطاب في حربه على طريقة حرب العصابات ، كان يخطط للكمائن فينفذها بقوة و يكبد الجيش الروسي خسائر فادحة ثم يخلي المنطقة برمتها و يختفي لمدة طويلة حتى يفاجئ الجيش الروسي بطريقة أخرى في القتال و الحرب ، و جمع الله له محبة العلماء و العامة و المجاهدين و القاعدين ، و تميز رحمه الله باحترام أخلاق الحرب و بحسن معاملة المواطنين ، و استشهد رحمه الله بعد تسميمه من طرف خائن من الخونة ، و كان يوم موته عيدا روسيا و انجازا في نظرهم
![]() |
صور خطاب بعد استشهاده
تعليقات
إرسال تعليق