كان بعض السلف يقولون ، كيف نعدم من رحمة رب يضحك . فهل ربنا تبارك و تعالى يضحك ؟ و متى يضحك الله تعالى ؟ و هل يجوز لنا أن نسأل عن كيفية ضحك جل في علاه ؟
نعم.... أخي الكريم و أختي الكريمة إن الله تبارك وتعالى يضحك..
و قد ورد هذا في عدد كبير من الموان في الأحاديث النبوية و في أقوال السلف الصالح
فقد سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أويضحك ربنا ؟ قال " نعم" قال لن نعدم من ربٍ يضحك خيراً ،
و نحن المسلمون نؤمن بما ورد في القرآن و السنة من صفات الله تعالى و أفعاله و لا نسأل عن الكيفية ، و نمرها كما جاءت دون تكييف و لا تشبيه و لا تعطيل . و نتبع في ذلك الوصية النبوية حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تفكروا فى خلق الله ، ولا تتفكروا فى الله فإنكم لن تقدروه قدره "
مذا يحدث لنا إذا ضحك الله لنا أو معنا؟
فى الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وإذا ضحك ربك إلى
عبدٍ فى الدنيا فلا حساب عليه" وقال أيضاً "........فلا يزال يدعو حتى يضحك
الله منه فإذا ضحك منه قال له أدخل الجنه ..."
ومن ضحك الله منه لم يعذبه .
فمتى يضحك الله تعالى؟
1: الاستشهاد فى سبيل الله :
فقد جاء في السنة النبوية أ ن الله تبارك و تعالى يضحك للشهداء
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أى الشهداء أفضل ؟ قال :" الذين إن يلقون القوم فى الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك ينطلقون فى الغرف العلى من الجنة ، ويضحك إليهم ربهم ، وإذا ضحك ربك إلى عبدٍ فلا حساب عليه "
و في حديث أبى هريره " يضحك الله سبحانه وتعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر
فيدخلان الجنة . فقاتل هذا فَيُقتَل فيتوب الله على القاتل فيسلم فيستشهد "
.
فسبحان الله القاتل و المقتول في الجنة ، و يضحك الله لهما يوم القيامة
2: الإيثـــــار :
و مما يضحك الله تبارك و تعالى الإيثار و الكرم و الجود فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلاً أتى النبى صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن ما معنا إلا الماء ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يضم أو يضيف هذا ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا فانطلق به إلى امرأته فقال أكرمى ضيف رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : ما عندنا إلا قوت صبياننا ، فقال هيئى طعامك ، وأصبحى سراجك ، ونومى صبيانك إذا أرادوا عشاء ، فهيأت طعامها ، وأصبحت سراجها ، ونومت صبيانها ، ثم قامت كأنها
تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين ، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما فأنزل الله : {ويؤثرون على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصه ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }
3: القنوط من رحمة الله تعالى و اليأس و الفرج قريب :
روى وكيع بن عدس عن عمه أبى رزين قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ضحك ربنا من قنوط عباده و قرب
غيره، قال : قلت يا رسول الله؛ أويضحك الرب عز وجل قال: نعم، قال: لن نعدم من رب يضحك خيراً "
القنوط:وهو اليأس الشديد غيره: بكسر الغين و فتح الياء أى اقتراب تغير الحال
فيعجب الله تبارك و تعالى للعبد الذي قنط و الفرج قريب منه فيضحك الله تعالى .
4: وحدة الصف في الصلاة و في الجهاد و قيام الليل :
فثلاثة حالات جاءت في حديث واحد هي التي وردت عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ثلاثة يضحك
الله إليهم الرجل يقوم من الليل، والقوم إذا صفوا للصلاه، والقوم إذا صفوا
للقتال "
6: الانغماس فى العدو و الدخول في صفوف الأعداء في الجهاد :
فعن ابن اسحاق حدثنى عاصم بن عمر بن قتادة قال: " لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء بن الحارث رضى الله عنه:يا رسول الله ما يضحك الرب تبارك وتعالى من عبده؟ قال: أن يراه قد غمس
يده فى القتال يقاتل حاسراً، فنزع عوف درعه، ثم تقدم فقاتل حتى قتل "
وعن أبى الدرداءرضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال:"ثلاثه يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم:الذى إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه،فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ويكفيه فيقول الله:انظروا إلى عبدى هذا كيف صبر لى بنفسه، والذى له امرأة حسناء وفراش لين حسن فيقوم من الليل، فيقول:
يذر شهوته ويذكرنى ولو شاء لرقد، والذى إذا كان فى سفر وكان معه ركب
فسهرواثم هجعوا فقام فى السحر فى ضراء وسراء".
7: إخفاء الصدقة والإسرار بها :
يضحك الرب تبارك وتعالى إلى من أخفى الصدقة عن أصحابه لسائل اعترضهم فلم
يعطوه، فتخلف بأعقابهم وأعطاه سراً حيث لا يراه إلا الله الذى أعطاه. فهذا
الضحك حباً له وفرحاً به .
فأسأل الله تعالى أن يجعلني و إياكم من من يضحك لله و يضحك الله تعالى له
تعليقات
إرسال تعليق