القائمة الرئيسية

الصفحات

هل يجوز للراقي أن يطلب مبلغا كبيرا من المريض بدعوى أن النبي عليه الصلاة و السلام أجاز ذلك ؟



      انتشرت في مجتمعاتنا ظاهرة الرقاة الجدد أو مراكز العلاج بالرقية الشرعية ، و على قدر ما كانت لها منافع للأفراد و الأسر كانت لها أضرار كثيرة جدا ، على رأسها استغلال بعض الرقاة لفقر المرضى و حاجتهم ، فاشترطوا مالا كثيرا جدا و مقابل حصص محدودة من الرقية الشرعية . فاغتنى بعض الرقاة من الرقية الشرعية غنى لم يبلغه حتى طبيب متخصص في جراحة القلب و الشرايين . فهل يجوز للراقي طلب المبالغ الكبيرة من المريض بدعوى أن الرسول عليه السلام أذن بذلك من بعض الصحابة ؟ أم أن ذلك مرتبط بشروط معينة ؟ 
   يستدل عامة الرقاة على جواز اشتراط المال مقابل الرقية بالحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال وما يدريك أنها رقية ثم قال قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الله وقال شعبة حدثنا أبو بشر سمعت أبا المتوكل بهذا . 
   و هذا الحديث صحيح السند و لا غبار على صحته ، لكن المشترطين للمال يستدلون بقول الصحابي : (  فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم ) . على أن اشتراط المال جائز في الرقية على الفقير و الغني و قبل الرقية و عند الرقية و قبلها حتى . و الرد على هذه القضية سيأتي معنا من جوانب كثيرة ، نتوكل على الله في سردها 

1 - هل يجوز اشتراط المال على الغني كما على الفقير دون تفريق ؟

     في هذا الحديث الشريف الصحيح ، يزور عدد من الصحابة قرية مجهولة ، فيصاب أمير القرية بلذغة عقرب فيشترط الصحابي عليهم أن يعطوه قطيعا من الغنم إذا شفى الله أميرهم على يديه، قال الصحابي أبو سعيد  (  فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم ) ، ففي هذا الحديث اشترط الصحابي جعلة و علقها بالشفاء ، لكن رقاة هذا الزمان يشترطون على المريض أثمانا باهضة سواء أشفاه الله أم لم يشفه الله تعالى . و إن سيد  القوم غني فإذا ما أقر الرسول عليه الصلاة و السلام  أخذ قطيع من الغنم من الغني فإنه لم يقره من الفقير . 

   أ : فتاوى بعض العلماء في عدم جواز اثقال كاهل الفقير 

    فتوى الشيخ زيد البحري بأن حديث الصحابي الذي رقى في صحيح البخاري بالفاتحة فلا يدل على جواز اشتراط المال الكثير على الفقير و الغني ، و استدلاله بحديث في السنن على عدم جواز ذلك 




و هذه فتوى للشيخ مقبل بن هادي الوادعي يرفض فيها اشتراط مبلغ على المريض قبل شفائه و استغلال ضعفه و حاجته 


و هذه فتوى للشيخ صالح الفوزان في عدم جواز التكسب من الرقية الشرعية يصف فيها أصحاب المحلات بأنهم طماعون 

   

تعليقات

التنقل السريع